بعد حصوله على الإذن الطبي إيذانًا بعودته للمستطيل الأخضر، عقب شفائه من جراحة الركبة اليمنى، تأتي عودة النجم الأوروجواياني لويس سواريز بعد غياب 147 يومًا، لقيادة هجوم برشلونة في الوقت المناسب، لا سيما مع دخول الدوري الإسباني أمتاره الأخيرة، وسط منافسة شرسة مع الغريم التقليدي ريال مدريد على اللقب.
وتنطبق مقولة رب ضارة نافعة تمامًا على حالة ثالث هدافي الدوري الإسباني، فمع الإعلان عن غيابه لفترة طويلة عن الملاعب بسبب جراحة الركبة، شعرت جماهير برشلونة بخيبة أمل كبيرة، ليس لكون الإصابة جاءت في وقت يحتاج فيه الفريق لحاسة سواريز التهديفية التي لا تخطئ الشباك، ولكن أيضًا بسبب كثرة الإصابات في هذا الخط تحديدًا بغياب النجم الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي، وتحول العاتق الأكبر على كاهل قائد الفريق ليونيل ميسي، الذي لم يجد بجواره سوى لاعب شاب يتحسس أولى خطواته يُدعى أنسو فاتي، ومهاجم لم يتعود بعد على الأجواء الكاتالونية، والحديث هنا عن الوافد الجديد الدنماركي مارتين برايثوايت.
إلا أن توقف الدوري الإسباني الإجباري؛ بسبب جائحة كورونا لفترة قاربت ثلاثة أشهر، ساهم دون شك في استفادة سواريز منه لإنهاء برنامجه التأهيلي، وإعلان جاهزيته للمشاركة في المباريات، ليقود مسؤولية الهجوم، إلى جانب شريكه داخل وخارج الملعب ليونيل ميسي.
ولا شك أن عودة صاحب الـ33 عامًا، ستجعل المدرب كيكي سيتين يتنفس الصعداء مع دخول المسابقة جولات الحسم، التي لن تقبل التفريط في أي نقاط قد يندم عليها الفريق فيما بعد.
وعلى مدار 270 مباراة شارك فيها مع كتيبة برشلونة، تمكن سواريز من زيارة الشباك في 191 مناسبة، ليصبح على بعد ثلاثة أهداف من معادلة رقم أحد أساطير الفريق وهو لاديسلاو كوبالا، ويجاوره في المرتبة الثالثة للهدافين التاريخيين، التي لا يسبقه فيها سوى ميسي والراحل سيزار.
وزف سواريز بشرى لجماهير برشلونة بتأكيده أنه في حالة جيدة، وأنه يتأقلم على التدريبات مع زملائه، على الرغم من أن الأمور تكون صعبة دائمًا عقب العودة من الإصابة، لأن اللاعب يشعر بخوف من تجدد إصابته، لكنه يستمتع بعودته للتدريبات مجددًا.
وقبل الإصابة، كان سواريز يمتلك 11 هدفًا في الدوري الإسباني خلال 17 مباراة شارك فيها، متساويًا مع جيرارد مورينو، الذي سجل نفس العدد من الأهداف لكن في 25 مباراة، ولوكاس بيريز وروجر مارتي في 26 مباراة.
ومن المفارقة أن سواريز عندما يسجل في الدوري الإسباني، فإن برشلونة لا يخسر؛ حيث إن فريقه حصد النقاط الثلاث في ثمانية لقاءات من إجمالي عشرة، عرف فيها المهاجم الأوروجواياني طريق الشباك، مقابل تعادلين إيجابيين أمام ريال سوسييداد وإسبانيول بنتيجة 2-2.
وبرغم الكارثة الصحية بسبب تفشي فيروس كورونا، التي تسببت في شلل تام في كل قطاعات الحياة وليس الرياضة فحسب، إلا أن جماهير برشلونة سعيدة بكل تأكيد بعودة أحد أعمدة الفريق الرئيسية في هذا الوقت الحاسم من الموسم، أملًا في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني للموسم الثالث على التوالي.
اقرا ايضا