بودرة التلك الملوثة بـ«الأسبستوس» تقودك إلى «سرطان نادر»

دراسة جديدة نشرتها مجلة «الطب المهني والبيئي»..
بودرة التلك الملوثة بـ«الأسبستوس» تقودك إلى «سرطان نادر»

قدمت دراسة جديدة نشرتها مجلة «الطب المهني والبيئي»، أدلة قوية على أن التعرض لمسحوق «التلك»، الملوث بالإسبستوس قد يسبب ورم الظهارة، وهو سرطان نادر ومميت يؤثر على أنسجة بطانة الأعضاء الداخلية، وحسب الخبراء فإن هذه الدراسة لا تمثل اكتشافًا علميًّا مهمًّا فحسب، ولكنها قد توفر أيضًا ذخيرة جديدة لآلاف المدعين في قضايا ضد العلامات التجارية التي تبيع منتجات تعتمد على بودرة التلك.

والإسبستوس عبارة عن مجموعة من المعادن الليفية الطبيعية، والتي تعتبر من مسببات السرطان البشرية حسب منظمة الصحة العالمية وغيرها من مجموعات الصحة العامة، ويرتبط بورم الظهارة المتوسطة وسرطان المبيض وسرطان الرئة، كما يوجد هذا المكون في لوازم البناء والعزل وبعض قطع غيار السيارات والتلك الذي صنع منه مسحوق التلك، الذي يظهر أيضًا في مستحضرات التجميل مثل ماكياج الخدود والوجه، ومنذ سبعينيات القرن الماضي تعهد المصنعون باستخدام التلك الخالي من المستويات التي يمكن اكتشافها من الإسبستوس، لكن لا يزال هناك قدر ضئيل من التنظيم على صناعة مستحضرات التجميل، ومن ثم لا تزال المخاوف من تلوث الإسبستوس قائمة، وقد أثيرت قضايا عدة خلال السنوات الماضية، كان أشهرها تلك المتعلقة بتلوث بودرة تلك الأطفال.

وفي الدراسة الأخيرة درس الباحثون 33 حالة مرضية معظمها من النساء، اللاتي تم التأكد من إصابتهن بورم الظهارة المتوسطة الخبيث، وكان تعرضهن الكبير الوحيد للإسبستوس من خلال استخدام بودرة التلك، وقد توقف الباحثون بتفصيل خاص لحالات ستة أفراد، خضعوا لاختبار الأنسجة التي أظهرت أليافًا تتفق مع نوع الأسبستوس الموجود في التلك التجميلي وليس في أشياء مثل لوازم البناء والعزل، وقد استخدم بعض هؤلاء منتجات تحتوي على بودرة التلك يوميًّا لعقود، بما يعني أن التلك التجميلي كان هو السبب الواضح، وهي الأدلة التي وصفها بعض العلماء بأنها مقنعة وموثوق بها.

ولكن وبشكل عامّ كانت المحاكم تشكك إلى حد ما في دراسات الحالة كدليل على السببية، لأنه قد يكون من الصعب حسب الخبراء تطبيق تفاصيل حالة شخص واحد على عدد أكبر من المرضى، وربط أورام معينة بالإسبستوس في التلك يقدم أدلة سببية مقنعة، ولكنه من ناحية أخرى قد يفتح حجة مضادة جديدة للمتهمين، فقد تجادل هذه الشركات في الحالات التي لا توجد فيها تلك الألياف في عينات الأنسجة، ولكن بصرف النظر عما قد يحدث في المحاكم، يأمل الباحثون في أن ترفع هذه الدراسة الوعي لأولئك الذين استخدموا التلك التجميلي في الماضي، وأولئك الذين يواصلون القيام بذلك حتى يومنا هذا، وينصحون بالحذر من أي شيء تستخدمه على جسمك أو في جسمك، فبعض هذه المواد لا يوجد تنظيم مناسب حول استخدامها كالتلك وبودرة التلك، التي يوصون باستبدالها بأي بديل أكثر أمانًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa