«مكبرات المساجد» تُثير الجدل.. مطالبات بوضع ضوابط وتحذيرات من إلحاق الأذى بالدين

تداول فتوى قديمة للشيخ الفوزان يعيد إحياء القضية
«مكبرات المساجد» تُثير الجدل.. مطالبات بوضع ضوابط وتحذيرات من إلحاق الأذى بالدين
تم النشر في

تجدد الجدل حول إشكالية رفع مكبرات الصوت بالمساجد، بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان، مع تداول فتوى قديمة لعضو هيئة كبار العلماء، والمجمع الفقهي بمكة المكرم، عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ صالح الفوزان، الذي استنكر رفع مكبرات الصوت الخارجية للمساجد، معتبرًا إياها «مصيبة».

وتعرّض برنامج «يا هلا» -على روتانا خليجية- لهذه القضية، عبر استضافته، الشيخين أحمد الغامدي وعبدالله الشتري، اللذين توافقت أراؤهما مع فتوى الشيخ الفوزان، وطالبا بعدم رفع أصوات المكبرات خارج المساجد، مراعاة لظروف الأهالي في البيوت المجاورة، بينما طالبا بوضع ضوابط لرفعها.

وردًّا على الجدل المثار مجددًا بشأن هذه القضية، قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السابق، الشيخ الدكتور عبدالله الشثري: بداية أودّ التأكيد على أنه يجب تعظيم المساجد، وكذلك شعيرة الصلاة، لأنها من أركان الإسلام الخمس، أما قضية المكبرات التي يدور الحديث عنها كل سنة، فهناك تعاميم صادرة من وزارة الشئون الإسلامية، بأن استخدام المكبرات يقتصر على مساجد بعينها، لأن الثابت أن جميع المساجد تتفق في أمر واحد وهو الآذن والإقامة، أما الجوامع فسموح فيها باستخدام المكبرات الخارجية.

وأضاف الشتري: نحن الآن مقبلون على شهر رمضان، وأصبح هناك تضارب بين المساجد المتقاربة عند إقامة صلاة التراويح، بسبب تداخل الأصوات في ما بينها، وهذا يسبب أذًى لمن هو في الخارج، ومن يصلي في الداخل هو الذي يسمع وليس المارة في الشوارع أو في البيوت. مشيرًا إلى أن التعاميم بضبط هذه المسألة قائمة، ولكن بعض الأئمة تكون لهم وجهات نظر، ويقعون في المخالفة.

وعاد الشتري ليؤكد أن هذه المكبرات والأجهزة الصوتية من نعم الله، فإذا كانت تؤدي إلى مصالح فلا مانع، لكن الإشكال يأتي من التصرف بهذه المكبرات، ورفعها إلى غير الحد المطلوب. مؤكدًا أن المساجد التي تؤدَّى فيها الفروض الخمس لا يجب أن تخرج منها الكلمات ولا التلاوة؛ فالمساجد متقاربة، والأذان إذا رُفع فهو لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة، فرفع هذه الأجهزة يُلحق الضرر بالآخرين، وبينهم مريض أو صغير؛ فينبغي أن يكون بصوت معتدل، ولا يسمعه غير جيرانه المحيطين.. والقراءة كذلك هي للمأموم فقط.

في السياق ذاته، قال رئيس هيئات مكة سابقًا، الدكتور أحمد قاسم الغامدي: إن حسن الصوت شيء يعرفه الناس، ويدركونه، وليس مشكلة، وهناك من يختبر المتقدمين للأذان، ويميزون من لديه القدرة على رفع الأذان، ويجب أن يكون صوتًا نديًّا، ويحث المسلم على المجيء إلى الصلاة، لكن الإشكال الآن من الأئمة الفضلاء؛ فهناك من يرى بعاطفته أن عدم رفع الأذان بالمكبرات يتنافى مع شعيرة الصلاة، وهذا من الفهم الخاطئ، فالأذان هو الذي يُرفع، أما الإقامة والصلاة فتكونان لمن هم داخل المسجد.

وحثّ الغامدي، الأئمة على وضع أيديهم بيد الوزير، مشيرًا إلى تداخل أصوات المكبرات يُلحق الأذى بالدين؛ لأن فيه كثيرًا من الضرر والتشويش، ويوقع السامعين في الحرج؛ لأنهم يستمعون للقرآن ولا ينصتون له.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa