كيان البحر الأحمر.. خطوة لقطع يد إيران وتركيا وخلق تكامل عربي

خطة استراتيجية أعلنت عنها المملكة لقطع اليد العابثة بالمنطقة
كيان البحر الأحمر.. خطوة لقطع يد إيران وتركيا وخلق تكامل عربي

يومًا بعد يوم تُكمل المملكة رحلتها لتقوية المنطقة العربية بكيانات واتحادات من شأنها خلق تعاون وتكاتف عربي، في مواجهة المؤامرات التي تحاك لها، كان آخر تلك الاتفاقات ما أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، بإنشاء كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن، يضم السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن.

وسيمثل اتفاق إنشاء كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن نقطة تحول كبيرة في المنطقة، نظرًا لحساسيتها حيث الحدود السعودية اليمنية، ومصر والسودان وجيبوتي والصومال وأيضًا الأردن، ما يقويها ويحمي البحر الأحمر من الأطماع الإيرانية، والقطرية والتركية.

فخلال السنوات السابقة حاولت كل من إيران وتركيا يدفعهما أطماعهما، العبث بأمن المنطقة، من خلال الميليشيات الحوثية وزراعة الألغام والتأثير على خطوط التجارة، والتأثير على الدول المشاطئة لتحقيق مصالحهما، عبر تعكير صفو الأمن والاستقرار، فيما كانت تركيا تحاول إيجاد قاعدة عسكرية لها في البحر الأحمر؛ للاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي في تحقيق مآربها الإقليمية.

وبات ضروريًّا تضافر جهود الدول المشاطئة للبحر الأحمر لتأمين ذلك الممر الدولي الهام، وهو ما يعتبر رافدًا رئيسًا لدعم وازدهار التجارة العالمية، وبحث سبل قطع الطريق أمام التفاف إيران على العقوبات بتسللها عبر البحر الأحمر من خلال سفن تعرف بـ"الأشباح"، والتي تتعمد قطع إشارات الرصد لصعوبة رصدها في البحر الأحمر.

هذه التحركات فطنت إليها المملكة التي لم ولن تقبل المساس بأمن البحر الأحمر، ما دفعها لإيجاد حلول كان أفضلها خلق تعاون وتحالف أو كيان يجمع هذه الدول لتقطع الطريق على مثيري الاضطراب في هذه المنطقة الحساسة، خاصة وأن هذه الدول الشقيقة تعرف جيدًا حرص المملكة على تحقيق الاستقرار والتنمية وهي مستفيدة من ذلك؛ لأن لديها أطول سواحل على البحر الأحمر ومشاريع ضخمة على شواطئه.

هذا الكيان، قال عنه وزير الخارجية عادل الجبير، الأربعاء، خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن: إن إنشاء "كيان في البحر الأحمر والقرن الإفريقي لنستطيع أن نتعاون في الأمور الاقتصادية والبيئية والأمنية التي تهم كل دولنا، واعتقد أن هذا الكيان سيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما أنه سيساهم في تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة ويربط اقتصادنا مع بعض".

وتابع الجبير أن هذا الكيان "سيساهم في إيجاد تناغم في التنمية بين دولنا في هذه المنطقة الحساسة، وبالتالي يساهم في منع أي قوى خارجية في أن تستطيع أن تلعب دورًا سلبياًّ في هذه المنطقة الحساسة".

وقال خبراء إن الدعوة السعودية في هذا الوقت تأتي من أجل تحويل منطقة البحر الأحمر من مرتع للقرصنة، وصراع النفوذ ودوامة الحروب إلى جسر مهم للتواصل بين الحضارات.

ويُعد البحر الأحمر أحد أهم طرق الملاحة الدولية التي تنقل نحو 15% من التجارة العالمية، كما يعيش في دوله المطلة عليه أكثر من 200 مليون نسمة.

وأضاف الخبراء أن "المملكة تحاول تأسيس قوة جديدة لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة، عبر تحقيق التنسيق والتكامل اللازمين بين الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa