الدمج والتحريض!

الدمج والتحريض!

قرار الدمج في الصفوف الأوَّلية كان بمثابة الصاعقة على رؤوس البعض، يحذرون من الاختلاط وعواقبه حتى بتُّ أشكُّ أنَّ القرار الذي قرأته لا يتجاوز طلاب الثالث الابتدائي، قرأتُ وسمعت من البعض مصطلحات كبيرة وكأنه يتحدث عن الجامعات وليس عن أطفال لم يتجاوزوا العاشرة!.

أتعجب من بعض الآباء كيف يرمي بسهام التشكيك على أطفال لم يتجاوزا السابعة، والبعض يسخر من ابنه لأن من سيعلمه امراءة!، يجرون جهلهم وتخلفهم على حساب طفولة أبنائهم، وكأن الغاية التعليمية مفقودة وأبدلوها بمفاهيم نتنة لا تعبر عن المجتمع إطلاقًا.

إن من يحمل داخله أفكارًا منحرفة يدافع عن أفكاره بالدين ويسوق الأدلة الباطلة، والمغزى واضح للعيان ولكنه يتهرب من ذلك بحجج واهية لا يستطيع إثباتها على أطفال الصف الثالث الابتدائي.

ومن العجائب أن ترى أبناء هؤلاء يلهون مع الأطفال الآخرين في البيوت والمناسبات ومن دون استنكار، ولكن في المدرسة شيئًا آخر!، تناقُضٌ عجيب نعايشه مع بعض المتذمرين الذين سلبوا الطفولة من جذورها واستبدلوها بعقولهم المليئة بالأفكار العفنة والمريضة.

إن هؤلاء يحتاجون لتربية أنفسهم، ثم تربية أبنائهم، ولمن دخل في قلبه الخوف فعليك أن تكسر الحواجز بين أبنائك وتعلمهم كيف يتعاملون مع الآخرين سواءً الأطفال أو الكبار وتشجعهم على الحديث معك عندما يواجهون أي مكروه لا سمح الله، كما أنه من الضروري أن يعرف الطفل حدود التعامل مع الأطفال وما هو المباح والمحرم.

كل ما سبق قد يتم علاجه ولكن إلى أولئك الذين استغلوا هذا الامتعاض بصنع حالة من التحريض ونشر تلميحات من العصيان على طريقة العصيان المدني من أجل أغراض معلومة ذات أهداف ودلالات لا تخفى على أحد منا، والتي تناقلها الناس من حسن نية فهذا الأمر خطير جدًّا ومرفوض، فالتحريض يستحث الرأي العام على تجاوز الخطوط الحمراء.

كما أطالب وزارة التعليم بتشكيل لجنة تحاسب كل من صوَّرَ ونَشَرَ من داخل المدارس، فالتشهير بالأطفال وحده جناية كبيرة، ناهيك عن المقاصد الأخرى التي تريد إثارة أولياء الأمور والتحريض على قرارات الدولة!.

لابد من الضرب بحديد على كل محرِّض، وعلى كل من قام بالتلميح بالعصيان على استقبال المسؤولين أو تصوير الطلاب والمتاجرة بطفولتهم، أتمنى أن يتحرك المسؤولون فورًا قبل أن تكبر كرة الثلج.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa