النظام الإيراني يحاول إحراج الغرب بـ«قاضي الإعدامات» إبراهيم رئيسي

الأقرب لحسم انتخابات 18 أبريل..
النظام الإيراني يحاول إحراج الغرب بـ«قاضي الإعدامات» إبراهيم رئيسي

طرحت صحيفة، لوتسيرنر تسايتونج، السويسرية تساؤلًا حرجًا على واشنطن وحلفائها من الدول الأوروبية، بشأن مدى قبول الغرب واستعداده للتعامل مع القاضي المتشدد، إبراهيم رئيسي، في حال فوزه المتوقع بالانتخابات الرئاسية في إيران، والمزمع انعقادها في ١٨ يونيو.

ويصف إبراهيم رئيسي الذي يتولى مسؤولية السلطة القضائية العليا في إيران حاليًا، بالقاضي الدموي أو قاضي الإعدامات،؛ حيث كان عضوًا بارزًا في لجنة قضائية مشبوهة قضت بإعدام آلاف السجناء السياسيين المعارضين لنظام الملالي في العام ١٩٨٨.

كان مجلس صيانة الدستور قد اختار إبراهيم رئيسي و٦ مرشحين آخرين معظمهم من التيار المتشدد الموالي للمرشد الأعلى علي خامنئي وجنرالات الحرس الثوري  لخوض سباق الانتخابات، فيما تم استبعاد منافسين أقوياء مثل الرئيس الأسبق أحمدي نجاد ورئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، ما اعتبره مراقبون دعمًا فجًا لإيصال رئيسي إلى المنصب عبر مسرحية انتخابية هزلية.

ووفق الصحيفة السويسرية، فإن إبراهيم رئيسي الأقرب من خامنئي، والأوفر حظًا لخلافة الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني تقلد وهو في عمر الـ26 منصب نائب المدعي العام في طهران.

 وبصفته عضوًا في لجنة الموت المؤلفة من أربعة أشخاص، أمر رئيسي بإعدام الآلاف من أعضاء المعارضة في سجن إيفين سيئ السمعة بالعاصمة.  واستند قاضي الدم الشاب آنذاك إلى فتوى مؤسس الجمهورية، الخميني، نصت على تطبيق عقوبة الإعدام بزعم أنهم "أعداء الله".

 يتذكر شهود العيان أن تلك كانت أحلك فترة في إيران، ومع ذلك فإن القاضي الذي لا يرحم ارتقى في عام 2014 إلى منصب المدعي العام.  بعد ذلك بعامين، عيّنه خامنئي رئيسًا لمؤسسة تدير مليارات الدولارات هي محمية الإمام الرضا في مشهد، حيث يزور المكان وهو أكثر مواقع أهمية في إيران، حيث يقصده 20 مليون شخص كل عام.

ولا يهم أن إبراهيم رئيسي ليس لديه خبرة في شؤون الرئاسة، ما يهم في إيران هو الولاء المطلق للزعيم خامنئي، والسؤال الذي يبقى بلا إجابة هو كيف سيواجه المجتمع الدولي رئيس إيراني يداه ملطختان بالدماء، وهل ستتجاوز واشنطن وأوروبا ماضي الرجل غير المشرف ومن ثم تتعامل معه.

ويرى مراقبون أن بتصعيد رئيسي ستصبح العودة إلى الاتفاقية النووية الدولية التي يتم التفاوض عليها حاليًا مشكوكًا فيها، وانتقدت الصحيفة عدم ممانعة بعض الأصوات في الغرب للتعامل المباشر مع رئيسي، ونقلت عن مركز أبحاث Atlantic Council، رؤية مفادها أن خلافة القاضي الدموي لروحاني يمكنها تسريع الاتفاق النووي، لأن رئيسي سيكون حريصًا على تقوية موقعه وسيستفيد من التفاؤل بالتعافي الاقتصادي بعد رفع العقوبات.

غير أن الصحيفة اعتبرت أن طهران تبتز الغرب والولايات المتحدة بفخ خبيث مفاده انتخاب رئيسي للرئاسة، لأن التعامل معه يعني الإقرار بحق طهران في ارتكاب مجازر لا إنسانية والتغاضي عنها وعدم معاقبتها عليها، قبل أن تحذر من أن الغرب سيقترف جرمًا لا يغتفر إذا ما تعامل مع القاضي الدموي ببراجماتية مقيتة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa