«ثروة خامنئي».. 200 مليار دولار تكشف رحلة فساد «صاحب الغليون»

وُلد لأسرة فقيرة وعاش طفولة صعبة
«ثروة خامنئي».. 200 مليار دولار تكشف رحلة فساد «صاحب الغليون»

وضعت معلومات جديدة نشرتها السفارة الأمريكية في بغداد مؤخرًا حول ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي؛ نظام الملالي في موقف صعب، فيما بدأت أحزاب وحركات سياسية موالية لطهران حملة مكثفة للتشكيك في الأرقام ومصادرها.

وبادرت قوى سياسية عراقية موالية لطهران، اليوم السبت، شن حملة دفاع عن المرشد؛ إذ أعلن تحالف «الفتح» -وهو تكتل عراقي يتزعمه الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري- عن رفضه الشديد لبيانات السفارة الأمريكية، فيما أدان رئيس تحالف« الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم، ما نُشر عن الذمة المالية للمرشد الإيراني، مشيرًا إلى رفضه استخدام العراق منطلقًا للحرب الإعلامية أو التجارية.

وأحدثت البيانات التي نشرتها السفارة الأمريكية دويًّا هائلًا، بعدما ذكرت أن المرشد الإيراني جنى ثروة تقدر بـ200 مليار دولار، لافتةً إلى أشكال عدة من الفساد المنظم داخل الدولة الإيرانية.

وأبدت أوساط محلية وإقليمية دهشتها من قدرة خامنئي على جمع هذا المبلغ، رغم اعترافه سابقًا بأنه ينتمي إلى أسرة فقيرة، فيما نقلت صحيفة «الخليج» الإماراتية مقتطفات من السيرة الذاتية للمرشد الإيراني المنشورة في موقعه الرسمي، منها أنه «ولد عام 1939، من عائلة رجال دين في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان شمال شرق إيران، وأنه عاش فترة طفولته «في عسرة وضيق شديدين».

ونقل الموقع عن خامنئي قوله: «لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة، خصوصًا أنها كانت مقارنة لأيام الحرب. وعلى الرغم من أن مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب، وكان كل شيء فيها أكثر وفرةً، وأقل سعرًا عن سائر مدن البلاد، فإن وضعنا المادي لم يكن لنتمكّن بسببه من أكل خبز الحنطة؛ فكنا عادةً ما نأكل خبز الشعير، وأحيانًا خبز الشعير والحنطة معًا، ونادرًا ما كنّا نأكل خبز الحنطة. إنني أتذكر بعض ليالي طفولتي؛ حين لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود -التي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد إخواني أو أخواتي أحيانًا- وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز. لقد كانت مساحة بيتنا الذي ولدت وقضيت نحو خمس سنوات من عمري فيه بين (60 - 70 مترًا) في حي فقير بمشهد، وفيه غرفة واحدة، وسرداب مُظلم وضيّق».

وخلال الستينيات والسبعينيات، اعتقل خامنئي وسُجن عدة مرات من قبل جهاز مخابرات الشاه «السافاك»، وقضى العامين الأخيرين قبل الثورة -أي من 1977 حتى 1979- مبعدًا إلى مدينة إيرانشهر بمحافظة بلوشستان، قبل أن يطلق سراحه قبيل الثورة بأشهر.

وحتى بعد أعوام من الثورة وعضويته في مجلس قيادة الثورة، ثم رئاسة الجمهورية، لم يُعرف عن خامنئي أنه يجمع الأموال، ويبدو أنه قام بذلك منذ تسلمه منصب المرشد عقب وفاة الخميني عام 1989.

ويحصل المرشد الإيراني -وفق الدستور- على تخصيصات هائلة من الموازنة السنوية تذهب إلى «بيته» ومكتبه الخاص، والمؤسسات التابعة له، التي لها ميزانية بالمليارات من موازنة الدولة العامة. كما يهيمن المرشد الإيراني على مؤسسة عملاقة تعرف باسم «هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني» التي تُعرَف اختصارًا بـ«ستاد».

وفي يناير الماضي، صنف تقرير منظمة «الشفافية الدولية»، إيران في المركز الـ138 من بين 180 دولة من حيث مدى تفشي الفساد المالي، وهو ما يعد أسوأ تصنيف لها على مدى السنوات القليلة الماضية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وصف قادة النظام الإيراني بـ«عصابة المافيا»، خلال خطاب له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا في يوليو الماضي؛ حيث تطرق إلى قائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها المرشد الأعلى للنظام خامنئي، ورجال دين آخرون، ومسؤولون كبار في النظام.

كما سلط بومبيو الضوء على الفساد المستشري على أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية، ووصف «آيات الله» الحاكمين بأنهم «مهتمون بجني الثروات أكثر من الدين»، كما قال إن «ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من هيئة تشبه المافيا، لا من حكومة».

وشدد على أن «هؤلاء الأشرار المنافقين، ابتدعوا جميع أنواع الطرق الملتوية ليصبحوا أغنى الرجال على وجه الأرض، في الوقت الذي يعاني فيه شعبهم».

وكان المخرج الإيراني الشهير محسن مخملباف، كتب تقريرًا مطولًا تحت عنوان «أسرار حياة خامنئي»، تحول إلى فيلم فيما بعد، عقب اندلاع الانتفاضة الخضراء عام 2009، كشف خلاله عن كثير من أسرار حياة المرشد الإيراني، ووصف فيه كيف تحولت حياة المرشد من شظف العيش إلى البذخ. وكتب مخملباف أنه استقى معلوماته من موظفين سابقين في بيت المرشد، وعملاء سابقين لوزارة الاستخبارات الإيرانية، فروا إلى خارج البلاد في فترات مختلفة.

وذكر مخملباف أن خامنئي تغير حتى في سلوكياته؛ حيث استبدل بتدخين السجائر العادية الغليون، مضيفًا أن «خامنئي يملك الآن مجموعة كبيرة من الغلايين، يصل عددها إلى 200 غليون، وتبلغ قيمتها مليوني دولار، وثمن أحدها يصل إلى 250 ألف دولار، ويعود تاريخ صنعه إلى ما قبل 300 سنة، وهو مغطى بالذهب ومرصع بالحجارة الكريمة».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa