التقنيات القابلة للارتداء.. التكنولوجيا تسيطر على عالم الطب

التقنيات القابلة للارتداء.. التكنولوجيا تسيطر على عالم الطب

خبراء يتساءلون عن مدى دقتها

تطوّرت التقنيات الطبية إلى حدّ بعيد، خاصة في مجال رصد ومراقبة العمليات الحيوية للجسم البشري، وأصبح من السهل على المرضى والأطباء تحقيق ذلك، من خلال أسورة طبية يرتديها الإنسان في معصمه.

ويعتبر جهاز « BPM Core » المنتج من قبل إحدى الشركات الفرنسية خير مثال على عمليات تطوير صناعة الأجهزة الطبية، التي يمكن للإنسان ارتداؤها دون أن تعوقه عن ممارسة حياته الطبيعية.

وقد تطورت التقنيات الطبية القابلة للارتداء «Wearable » كثيرًا، ما ساعدها على اقتحام عالم الطب بقوة؛ حيث تتوفر حاليًا أجهزة يمكن ارتداؤها، لقياس ضغط الدم ورسم القلب، ومراقبة الجنين في بطن الأم.

ويعتبر جهاز « BPM Core » المطوّر من قبل إحدى الشركات الفرنسية خير مثال على عمليات تطوير صناعة الأجهزة الطبية في اتجاه التقنيات القابلة للارتداء؛ حيث أصبحت هذه الأجهزة أصغر حجمًا وأكثر اتصالًا وترابطًا بالشبكات والأجهزة الأخرى، بالإضافة إلى تعدّد المهامّ وتنوعها.

ويرى رئيس قسم الصحة الرقمية بجامعة إرلانجن الألمانية، البروفيسور أوليفر أمفت، جوانب إيجابية في استخدام الأجهزة الطبية القابلة للارتداء. موضحًا أنه يمكنها قياس الوظائف الحيوية والسلوكيات وتأثير العوامل البيئية خلال الحياة اليومية، ومن خلال الاعتماد على التقنية المناسبة، يتمكّن الأطباء من مراقبة قيم ضغط الدم عن قرب لعدة أيام وأسابيع.

وأوضح أوليفر أمفت، أن الأجهزة الطبية المتوفرة في الأسواق، توفر دقة معينة، وتقوم الشركات الكبرى المنتجة للساعات الرياضية، وأساور اللياقة البدنية والأجهزة المشابهة، من التحقق من صحة قياس هذه الأجهزة في مجال الاستخدام الخاص بها؛ حيث يمكن تسجيل معدل ضربات القلب بصورة جيدة.

وأشار إلى أن كلمة "بصورة جيدة"، لا تعني أن قياسات هذه الأجهزة ليست في دقة المختبرات والتجارب السريرية؛ حيث يجب النظر للأجهزة الطبية القابلة للارتداء على أنها وسيلة مكمّلة للحفاظ على صحة جيدة، ولكنها ليست دقيقة مثل الأجهزة المتخصصة الأعلى تكلفة بكثير.

وأضاف أوليفر أمفت: ليس من السهل على المرء معرفة نوعية الجهاز المناسبة له، ويجب الاهتمام بمعرفة الموافقات، التي حصلت عليها الأجهزة القابلة للارتداء كجهاز طبي، مشيرًا إلى أن هذه الموافقات نادرة إلى حد ما، وهناك بعض الشركات تروّج لمنتجاتها الطبية من خلال الاعتماد لدى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية  FDA، ما يشير إلى تمتع الجهاز بكفاءة معينة، ومع ذلك لا يجوز للمرء المبالغة في تقييم مثل هذه الأختام والشهادات.

ورأى أوليفر أمفت، أن عدم وجود مثل هذه الشهادات أو الاعتمادات لا يشير بالضرورة إلى الجودة الرديئة للأجهزة الطبية القابلة للارتداء، ناصحًا بالاطلاع على دراسات التحقق من صحة الأجهزة الطبية، فهناك بعض الشركات المهنية للغاية، والتي تثبت وظائف أجهزتها بصورة جيدة، أما إذا اقتصرت الشركة على موقع الويب أو تغطية الطلبات فقط، فمن الأفضل الابتعاد عنها.

في السياق ذاته، يرى عضو مجلس إدارة جمعية سلامة المرضى الألمانية مارسيل فيجاند، أن هناك الكثير من نطاقات الاستخدام العملية للتقنيات الطبية القابلة للارتداء؛ حيث يمكن للأطباء العثور بصورة أسرع على أدلة عدم انتظام ضربات القلب، وذلك من خلال البيانات، التي يتم جمعها بواسطة التقنيات القابلة للارتداء والتطبيقات المرتبطة بها، كما يمكن لمرضى السكري التحقق من مستويات السكر في الدم بصورة منتظمة وتسجيلها تلقائيًا من خلل هذه التقنيات أيضًا.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال تأثير العافية، فإذا كان مريض القلب يشعر بأنه ليس في حالة جيدة، وتمكّنت التقنيات القابلة للارتداء في توضيح سبب ذلك، فإن بعض الزيارات إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات تصبح غير ضرورية، بينما أكد مارسيل فيجاند، أنه بغض النظر عن مدى دقة قياس الأجهزة الطبية القابلة للارتداء، فإن مثل هذه الأجهزة الطبية لا تغني عن زيارة الطبيب، ولكنها تشجّع المرضى على القيام بالزيارة الضرورية للطبيب.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa