أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، الأمير سلطان بن سلمان، أن الوحدة الوطنية التي قامت عليها الدولة السعودية المباركة هي وحدة للقلوب والتئامها قبل أن تكون وحدةً جغرافية.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان (بمناسبة اليوم الوطني الـتسعين للمملكة)، أن ذكرى هذا اليوم تُستَحضَر في أذهاننا جميعًا ملحمة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز ابن عبدالرحمن، طيب الله ثراه.
وبيّن أن المؤسس نجح في البناء مع أبناء المملكة من كل مناطقها نموذجًا فريدًا في التاريخ الحديث للتآخي والعمل الجماعي الذي قاد إلى توحيد البلاد وإشراك الجميع في البناء والمكتسبات.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان، أن المؤسس، رسخ نهجًا سار عليه ملوك البلاد من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، رحمهم الله، يؤكده دائمًا سيدي خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله.
ونبه الأمير سلطان بن سلمان إلى أن خادم الحرمين يقود هذا النهج القويم ويُعد الملهم الأكبر لنا جميعًا للتمسك بمنظومة القيم التي قامت عليها بلادنا والتأم عليها المواطنون، وللاعتزاز بمقومات بلادنا.
وأشار إلى أن هذه المقومات أهمها الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين، والعمق التاريخي والحضاري الأصيل للمملكة والمحافظة على مقوماته، ويحرص مقامه الكريم في كل الأوقات على كل ما من شأنه جمع الشمل، ورفع اعتزاز المواطنين ببلادهم وفخرهم بها، وإعلاء اسم المملكة في المحافل الإقليمية والدولية.
وخلص الأمير سلطان بن سلمان إلى أن المملكة في الذكرى التسعين لإعلان قيامها تواصل البناء على المكتسبات الكبرى التي تراكمت عبر السنين والمنجزات التي لم تتوقف في أي عهد، والتطور المستمر والتحولات الإيجابية في كل القطاعات طوال العقود الماضية ولله الحمد، و من ذلك ما وصلت إليه المملكة في قطاع الفضاء الذي لم يكن طارئًا ولا وليد اللحظة.
وبين الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة عملت عليه منذ ما يزيد على الأربعة عقود، وسجلت اسمها ضمن الدول المتقدمة في مجالات الفضاء والاستخدام السلمي له، وحققت فيه منذ نحو خمسة وثلاثين عامًا أولوية على مستوى الدول العربية والإسلامية بمشاركة فريق علمي سعودي مميز يتجاوز الثلاثين عالمًا.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: تشرفت حينها بتمثيل المملكة وجميع مواطنيها رائدًا للفضاء، وهي المهمة التي أُنجز خلالها العديد من الأبحاث العلمية، وشكلت إلهامًا وشغفًا تجاوز أثره المملكة ليكون حافزًا لأبناء الدول العربية والإسلامية على التقدم في مجالات الفضاء.
وقال: بنت المملكة حضورها في مجال الفضاء منذ بدايتها المبكرة فيه وطموحها للمستقبل على ركيزتين أساسيتين للتقدم في علوم الفضاء الحديثة هما: ريادة العرب والمسلمين الأوائل في علوم الفلك والحساب، والاعتماد على الأجيال التي اكتسبت العلوم والمعارف عبر برامج التأهيل العلمي للمواطنين التي لم تتوقف في المملكة منذ تأسيسها، وأفرزت ما نحن عليه اليوم من تقدم في مجالات العلوم والحياة المختلفة.
وأوضح أن الجهود المميزة لمختلف مؤسسات الدولة تكاملت في مجالات الفضاء وفي مقدمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وإسهامات المراكز البحثية في الجامعات السعودية وصولًا إلى تأسيس الدولة مؤخرًا للهيئة السعودية للفضاء بهدف تركيز الجهود وتعظيم استفادة المملكة من هذا القطاع بوصفه رهاناً للمستقبل في مجالات الاقتصاد والعلوم والأمن وتطوير حياة البشرية، والعودة مجددًا للرحلات المأهولة والمشاركة في المهمات الفضائية المتقدمة التي تصب في صالح الإنسانية.
وعملت الهيئة بدورها خلال العام الماضي على تطوير إستراتيجية وطنية للفضاء في المملكة تحمل برامج طموحة وواقعية في كل الاتجاهات المؤدية إلى تحقيق الاستثمار الأمثل لهذه الصناعة المتقدمة والمجال الذي يُعوّل عليه في مستقبل البشرية، وأتمت مع شركائها من المؤسسات الحكومية و الجهات المستفيدة وضع مسودة لـ »نظام الفضاء« باعتباره مرجعاً يحكم الممارسات في هذا القطاع المهم.
وبيّن الأمير سلطان بن سلمان أن هاتان الركيزتان أنجزتهما الهيئة وأقرهما مجلس إدارتها ورفع بهما للدولة لاعتمادهما، لأجل توفير ممكنات الانطلاق بهذا المسار بالشكل الذي يناسب ما يتطلبه قطاع الفضاء ويماثل ما توليه الدول المتقدمة من أهمية متنامية بشأنه، وبالصورة التي تليق باسم المملكة ومكانتها الريادية في كل مسارات التقدم ، وبما تزخر به من الرواد والمميزين في شتى المجالات.