تحذير روسي يكشف مخطط «الثنائي الدموي» للسيطرة على البحر الأحمر

أنقرة وطهران تحاولان تقاسم النفوذ في المنطقة
تحذير روسي يكشف مخطط «الثنائي الدموي» للسيطرة على البحر الأحمر

حذرت تقارير إعلامية روسية من تأثيرات دموية لمحاولات كل من تركيا وإيران السيطرة على المنطقة العربية. وقالت إن كلا البلدين لا يتورع عن استخدام كل الوسائل لتحقيقه أهدافه التوسعية.

ورأى مُحللون وخبراء سياسيون روس أنّ موسكو استطاعت بشكل مُلفت من أن تحوز رضا وقبولًا واسعًا لدى كل دول المنطقة دون استثناء، بينما عجزت عن ذلك كلّ من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فيما تحاول كل من أنقرة وطهران تحقيق نفوذ إقليمي دون اعتبار لمصالح الدول العربية وأمنها.

ونوه خبراء روس إلى التعاون المتنامي بين طهران وأنقرة في عدد من القضايا المهمة، بما في ذلك توافقهما الضمني حول الأزمة السورية وموقفهما المتقارب تجاه  السودان بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير، وكذلك سعيهما للسيطرة على البحر الأحمر عبر إقامة قواعد عسكرية ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن، فضلًا عن تطابق سياستهما تجاه المطالب الكردية.

وتحت عنوان «تركيا وإيران تطوقان الدول العربية»، كتب إيغور سوبوتين، في «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية، حول المطامع التركية في السودان، وتهديدات باب المندب، موضحة أنه «بعد محاولة الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو 2016، بدا أن الوضع قد تغير بشكل جذري؛ حيث  ظهر «تحالف ثلاثي»، بين روسيا وإيران وتركيا.. وفي الواقع، تمّ إجبار أنقرة على اللعب وفق قواعد موسكو وطهران.

وجاء في التقرير الذي ترجمته للعربية «روسيا اليوم»، إنّ تركيا تحاول الاستفادة باتفاقيات عقدتها مع السودان للوجود في البحر الأحمر وتهديد أمن الدول العربية، على الرغم من الإطاحة بحليفها الرئيس السوداني السابق عمر البشير .

وقال الكاتب: «هناك اتفاق العام 2017 مع الخرطوم بشأن ترميم المدينة القديمة في جزيرة سواكن (البحر الأحمر)، وثمّة شكوك في نوايا تركية لتجهيز قاعدة عسكرية هناك. أما في أنقرة، فقالوا إنهم يريدون تحويل سواكن إلى محج. وقد بدأت أعمال الترميم هناك في العام 2018. وانضم القطريون، حلفاء الأتراك التكتيكيون، إلى العمل».

وتابع: «الآن، يقول رئيس المجلس العسكري السوداني الانتقالي، عبدالفتاح برهان، إنّ الاتفاقية لم تعد قائمة. إلا أن تركيا لم تتخذ، حتى الآن، أيّ إجراء، وتزعم أنها لا ترى سببًا لمغادرة الجزيرة».

وأضاف: «بعد مجيء مقربون إلى مصر والسعودية والإمارات إلى السلطة في السودان زاد الضغط على أنقرة».

وفيما يتعلق باليمن، قال خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف: «منذ عدّة سنوات، والبحر الأحمر مسرح لمواجهة جيوسياسية معقدة بين مختلف القوى. فتركيا تحت قيادة أردوغان، تسوّق نفسها كمدافع عن العالم الإسلامي. ومنه، فتعزيز نفوذها في المنطقة، لا سيما إنشاء قواعد في قطر والصومال، وطموحها في سواكن، يؤكد طموحاتها كقوة عظمى إقليمية قادرة على تشكيل آليتها الأمنية في منطقة باب المندب، التي يمرّ من خلالها 14% (1.8 تريليون دولار) من تجارة النفط العالمية، وبما يؤكد أيضًا موقعها الخاص في حلف الأطلسي».

وعلى الرغم من التوترات التي تشوب العلاقات التركية الإيرانية بين الحين والآخر فإنّها خلافات كانت قابلة للتسوية دائمًا مهما وصلت ضراوتها، وذلك وفقًا لمصالح البلدين الاقتصادية والجغرافية، وعلى حساب المصالح العربية بالطبع.

وقال الكاتب الروسي: «خلال العقود الماضية دخلت كل من إيران وتركيا في تحالفات رئيسة معلنة، أو على الأقل غير ظاهرة بشكل مباشر مثل ميثاق سعد آباد، وميثاق بغداد، والحرب في العراق وسوريا، والقضية الكردية، فضلًا عن الوقوف مع قطر ضدّ المصالح العربية والإسلامية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa