دخلت المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بين الدول الأطراف في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني)؛ لإحياء هذا الاتفاق، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 أسبوعها الثالث.
وتسعى تلك الدول جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بحلول منتصف مايو المقبل، قبل موعد انتهاء اتفاق حول آلية رئيسة للمراقبة، وتتركز الخلافات حتى الآن على تحديد العقوبات التي تعتزم الولايات المتحدة رفعها.
ويقول الكاتبان المتخصصان في الشؤون الإيرانية، جوناثان تيرون وجولنار موتيفالي في تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» للأنباء اليوم الجمعة، إن اثنين من المسؤولين الأوروبيين المشاركين في عملية المفاوضات أكدا هذا الموعد المستهدف وطلبا عدم الإفصاح عن هويتهما لحساسية المفاوضات في فيينا، وأضافا أنه رغم تحقيق الولايات المتحدة وإيران تقدمًا في محادثاتهما، ما زال الطريق طويلًا للتوصل إلى تفاهم.
وتهدف تلك المحادثات إلى ترتيب عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي وعودة البرنامج النووي الإيراني للالتزام بالقيود التي فرضها الاتفاق، وهذه مهمة صعبة للغاية، فقد فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق عقوبات على الاقتصاد الإيراني، من بينها المبيعات النفطية المهمة بالنسبة لإيران، وكذلك عقوبات على مسؤولين عسكريين وحكوميين فيما اعتبر أنه محاولة لجعل الأمر أكثر صعوبة أمام أي إدارة أمريكية مستقبلية بالنسبة لتفكيك نظام العقوبات.
ويوضح الكاتبان أن المفاوضات أصبحت أكثر إلحاحا حيث أن عقارب الساعة تقترب من حلول 22 مايو، وهو الموعد الذي تم الاتفاق عليه بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو أمر مهم بالنسبة للجهود الرامية للتأكد من عدم إخفاء إيران أي عمل خاص بتخصيب اليورانيوم.
وقد توصل الطرفان لاتفاق في فبراير الماضي يسمح لكاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المثبتة في المنشآت الرئيسية بتسجيل بيانات ما يجري من أنشطة. ولن يستطيع المفتشون الحصول على تلك البيانات إلا إذا تم التوصل لاتفاق في فيينا.وإذا لم يتم ذلك ، فإن إيران تقول إنها سوف تمحوها.
وفي حديث مع تليفزيون بلومبرج أمس الخميس، قال رافائيل ماريانو جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يشعر بالقلق من احتمال قيام إيران بالتخلص من البيانات التي سجلتها الكاميرات إذا لم يتم التوصل لاتفاق في الوقت المناسب، مضيفا «دعونا نأمل ألا يحدث ذلك».
وقال جروسي إنه إذا لم يتوصل الطرفان لاتفاق قبل الموعد المقرر لإنهاء آلية المراقبة «ولم تحقق المباحثات أي نتائج» فإنه سوف يعود إلى طهران لمحاولة التوسط بالنسبة لتسوية أخرى.
اقرأ أيضًا: