يأتي انطلاق القمم الإسلامية والعربية والخليجية في مكة، في العشر الأواخر من رمضان، وبدعوة من خادم الحرمين الشريفين؛ لوحدة الصف وجمع الكلمة وتوحيد المواقف ضد ما يحدق بالأمن الإقليمي للمنطقة في ظروف بالغة الدقة.
وتستشعر المملكة عظم مسؤولياتها في تعزيز دورها الفاعل لمواجهة المشكلات والقضايا، والأزمات الحساسة التي تتعلق بالأمن والاستقرار الإقليمي، والسلم والأمن الدوليين.
قمة مؤتمر الرياض 1976م
وكانت أولى القمم التي استضافتها المملكة هي مؤتمر الرياض عام 1976م والذي عقد بمبادرة من السعودية والكويت وشمل 6 دول عربية، بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها، واحترام سيادة لبنان ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره.
مشروع الملك فهد للسلام
وسعيًا من المملكة العربية السعودية إلى جانب أشقائها العرب، جاء مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط، وأقر كمشروع للسلام العربي، خلال مؤتمر القمة العربي العادي الثاني عشر في مدينة فاس المغربية والتي انعقدت على مرحلتين، الأولى في نوفمبر 1981م، والثانية في عام 1982م.
وظلت المملكة العربية السعودية، تعمل بخطى حثيثة دعمًا للعروبة واضطلاعًا بدورها المحوري، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- للسلام في الشرق الأوسط، محور أعمال القمة العربية العادية الرابعة عشرة في العاصمة اللبنانية بيروت في مارس 2002م، إذ تبنى المؤتمر هذه المبادرة وأصبحت مبادرة عربية للسلام.
إعلان الرياض
ولمكانة المملكة العربية السعودية، وعمقها الاستراتيجي العربي، استضافت العاصمة الرياض في مارس 2007م، أعمال القمة العربية العادية التاسعة عشرة.
وأكد القادة العرب في «إعلان الرياض» الصادر في ختام القمة ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم، وقرروا إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي، بما يعمِّق الانتماء العربي المشترك، ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة، ويرسخ قيم الحوار والإبداع، ويكرس مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة الإيجابية الفاعلة للمرأة.
ولأهمية البعد العربي التنموي والاجتماعي، استضافت المملكة قمة الرياض الاقتصادية الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المنعقدة عام 2011 م.
قمة القدس بالظهران 2018م
كما استضافت المملكة القمة العربية التاسعة والعشرين أو «قمة القدس» وهي أحد مؤتمرات القمة العربية التي عُقدت في عام 2018م ومثلت فيها الدول الاثنتان والعشرون الأعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة.
وأكدت هذه القمة مجددًا على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين. كما شددت على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي، تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002م ودعمتها منظمة التعاون الإسلامي التي لا تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي توفر الأمن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية، ونؤكد التزامنا بالمبادرة وتمسكنا بجميع بنودها.
