الاتفاق النووي الإيراني يؤجج الصراع بين ترامب وبايدن

الرئيس يرغب في عقوبات إضافية ضد طهران..
الاتفاق النووي الإيراني يؤجج الصراع بين ترامب وبايدن

أشعل الخلاف بشأن الاتفاق النووي الإيراني صراعًا بين الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وجو بايدن؛ حيث يتطلع الأخير إلى العودة إلى اتفاق العام 2015، فيما يدرس الرئيس ترامب فرض مزيد من العقوبات بحق طهران قبل مغادرته البيت الأبيض. 

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير ترجمته «عاجل»، إنه لن يكون من السهل للرئيس الأمريكي المقبل العودة إلى المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران، وقد تكون العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل ترامب «نوعًا من المستحيل»؛ بسبب السياسات الأمريكية والإيرانية.

وأشارت إلى أن الرئيس ترامب يتحرك سريعًا لزيادة العقوبات الأمريكية بحق طهران، وبيع أسلحة متطورة إلى خصومها الإقليميين، وتسعى الإدارة إلى وضع مزيد من العراقيل أمام قدرة طهران على دعم وكلائها في المنطقة. 

ويعتقد البعض أن الرئيس ترامب سيُقدم على تدابير أخرى بينها تنفيذ هجمات سيبرانية تستهدف برامج إيران النووية والصاروخية، أو حتى تنفيذ عمل عسكري، وهو ما ستدعمة كثير من دول المنطقة على رأسهم إسرائيل.

وكشفت مصادر بالإدارة الأمريكية أن الرئيس ترامب طلب خيارات جديدة لضرب المواقع النووية الرئيسية في إيران، لكنه عدل عن الفكرة في اللحظات الأخيرة بعد أن أقنعه مستشاروه بخطورة هذا التحرك الذي من شأنه إشعال صراع إقليمي. 

الموقف داخل إيران

أما إيران، على الجانب الآخر، قالت الصحيفة إن الأمر لن يكون سهلًا، فمن المتوقع أن يطلب النظام هناك «ثمنًا باهظًا» مقابل العودة إلى الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس ترامب بالعام 2018، قد يشمل رفع العقوبات كافة التي فرضها ترامب وتعويضًا ماليًا بقيمة مليارات الدولارات.

وذكرت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يوافق بايدن على الثمن الذي ستطلبه طهران، لاسيما وأن هناك معارضة قوية داخل الكونغرس للعودة إلى الاتفاق النووي.

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حاول تمرير رسالة إلى بايدن، عبر وسطاء، حيال إصرار طهران على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بدون شروط قبل الدخول في أي مباحثات.

وقال دبلوماسيون إن إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم أو تقليل مخزونها في الوقت الحالي، مشيرين إلى إصرار طهران العودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق بعد أن تعاود واشنطن الانضمام إلى الاتفاق.

لكن يبدو بايدن له موقف مغاير؛ حيث سبق وربط، في تصريحات خلال حملته الانتخابية، بين التزام إيران الكامل بشروط الاتفاق النووي، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

ووسط هذا التشابك، لم يؤكد مستشارو بايدن تلقي أي رسالة من إيران في هذا الخصوص، وقالوا إنهم سيتعاملون مع هذا الملف بعد تنصيب بايدن رسميًا، ما يشير إلى حالة من عدم الوضوح والتعقيد تخيم على القضية.

مزاعم بايدن حول الانسحاب من الاتفاق النووي

ويزعم بايدن أن قرار الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي «متهور»، وسيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة دوليًا وليس إيران، معربًا عن عزمه عكس بعض القرارات التي اتخذها ترامب.

ولاقت هذه البادرة ترحيبًا من قبل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي اعتبرها «فرصة لأن تعوض الولايات المتحدة أخطاءها السابقة، وأن تعود إلى مسار التقيد بالالتزامات الدولية».

ويرى روبرت إينهورن، المفاوض في الحد من التسلح في معهد «بروكينجز» أن «اختيار روحاني لكلمة تعويض ليس من قبيل المصادفة.. تريد إيران أن تدفع واشنطن مليارات الدولارات نظير الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها جراء انسحاب ترامب من الاتفاق».

وأضاف أن المفاوضين الإيرانيين يعلمون جيدًا أن الولايات المتحد لن تدفع أي تعويض مالي، لكنهم أمام موقف تفاوضي صعب، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي يواجه فيها روحاني معارضة شديدة من قبل المحافظين.

ويتوقع إينهورن أن تطلب إيران رفع العقوبات المتعلقة ببرنامجها النووي كافة، والعقوبات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وتطوير الصواريخ الباليستية ودعم المجموعات الإرهابية، وهو ما لن توافق عليه إدارة بايدن. 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa