رأت دراسة أجراها «معهد أتلانتك» الأمريكي، أن توسيع رقعة اقتصادات المملكة، يسهم إلى حد كبير في إنعاش اقتصادات دول المنطقة، ويلعب دورًا إيجابيًا للغاية في رفع مستويات المعيشة عبر قنوات مختلفة لدى جيران المملكة.
ووضعت الدراسة مسارين، استشهدت بهما على رجاحة تقديراتها، مشيرة إلى أن الأول يتمثل في طريق التجارة المباشرة؛ فمع ارتفاع مستويات المعيشة لدى للسعوديين، تزيد فرص التجارة المربحة مع الرياض، وتصبح الدول المجاورة للمملكة هي الأفضل في استغلال الفرص الناشئة.
وسواء كان السائحون السعوديون ينفقون دخلهم في أسواق البحرين، أو يمارسون رياضة الصيد في بحر العرب قبالة عمان، أو يشترون العطور الفاخرة المنتجة في الإمارات العربية المتحدة؛ فهناك مساحة واسعة لتنمية الأسواق الاستهلاكية الحالية. ويعكس كل ذلك فرصًا هائلة في الاستثمار المتبادل، مثل تلك المتاحة لأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا، والكتلة التجارية لأمريكا الجنوبية «ميركوسور»، والتكتلات الاقتصادية الإقليمية الأخرى التي جرى إنشاؤها.
أما المسار الثاني، فيكمن في التأثير غير المباشر على جودة صنع السياسات والحوكمة في جميع أنحاء المنطقة؛ إذ تستفيد الحكومات «حسنة النيَّة» من تجربة المملكة المتطورة في إنشاء اقتصاد شرق أوسطي ديناميكي؛ بينما تواجه الحكومات «الأكثر تشددًا» ضغوطًا أكبر عند تحديث اقتصاداتها لمواكبة القفزات السعودية.
وحسب الدراسة الأمريكية، من المقرر إفادة الإمارات العربية المتحدة هى الأخرى من تجربة الإصلاح الاقتصادي السعودي؛ فرغم أن الإمارات كانت في طليعة الحوكمة الاقتصادية السليمة على مدى العشرين عامًا الماضية، إلا أن التعرُّض لتجربة الرياض، سيفضي إلى دفع صناع السياسة الإماراتيين إلى تطوير سياسات أفضل.
وأوضحت الدراسة أن طرحها الجديد، يغاير الأفكار المعيبة أو المغلوطة، التي جرى الترويج لها خلال الآونة الأخيرة، لترسيخ مزاعم الصدام بين الرياض وغيرها من العواصم الإقليمية؛ لكن الواقع يؤكد أن سياسات المملكة، تسهم خطوة بعد أخرى في اتساع «الكعكة» الاقتصادية في المنطقة.
وتستشهد الدراسة على رجاحة تقديراتها في هذا الخصوص بنظرة سريعة إلى بعض الاقتصادات العالمية الرائدة، مشيرة إلى أنه في حين تتنافس المدن الأمريكية نيويورك وسان فرانسيسكو بشدة في العديد من المجالات، يستفيد اقتصاد كل مدينة من نجاح الأخرى، لأنه يخلق أعمالًا لمنافسهم المفترض. وداخل الاتحاد الأوروبي، تنافست باريس، وفرانكفورت، ولندن في السابق وعلى مدار عقود للحصول على لقب عاصمة أوروبا المالية؛ فكانت المنافسة بين المدن الثلاثة بنَّاءة وليست مدمرة، إذ يؤدي نمو كل مدينة إلى زيادة الطلب على خدمات الأخرى.
اقرأ أيضًا: