لماذا لا تستطيع الشركات العالمية نقل مصانعها من الصين؟

في ظل اشتداد الحرب التجارية مع أمريكا
لماذا لا تستطيع الشركات العالمية نقل مصانعها من الصين؟

مع اشتداد الحرب التجارية بين العملاقين الأمريكي والصيني، بدأ الحديث يتصاعد عن احتمال هجرة جماعية تقوم بها الشركات العالمية الكبرى من الصين؛ بحثًا عن أماكن أخرى للعمل والإنتاج بدلًا من السوق الصينية التي بدأت تعاني مشكلات سياسية واقتصادية متنوعة.

مع ذلك، فقد شككت صحيفة «إزفيستيا» الروسية الشهيرة، في مدى واقعية هجرة كبريات الشركات العالمية الصين، وانتقالها للعمل في بلدان أخرى، وعددت الأسباب التي تجعل ذلك أمرًا بعيد المنال.

واعترفت «إزفيستيا» بأن الترابط بين الاقتصادين الأمريكي والصيني يستمر في التآكل مع اشتداد الحرب التجارية بينهما، خاصة بعدما أعلنت عشرات الشركات نيتها نقل إنتاجها من الصين إلى دول أخرى، وبشكل أساسي، إلى دول جنوب وشرق آسيا.

كما أكدت الصحيفة أن مثل هذا النقل يختمر منذ فترة طويلة، إلا أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة سرّعت من وتيرة تلك الخطوة، وجعلت حدوثها أقرب، وأشارت إلى أن العامل الرئيس في ذلك هو ارتفاع الأجور المضطرد في مصانع الصين ومستوى المعيشة.

وأشارت «إزفيستيا» إلى أن رواتب العمال في الصين حتى الآن لازالت بعيدة كل البعد عن نظرائهم الأمريكيين واليابانيين والأوروبيين الغربيين، لكنها تعتبر محط تساؤل مقارنة بأوروبا الشرقية، فيما تزيد أجور العمال الصينيين عن أجور العمال في معظم دول أمريكا اللاتينية بشكل ملحوظ، وهو ما يدفع الشركات العالمية حاليا للبحث عن بدائل للسوق الصينينة بهدف تقليل عبء التكاليف.

ومع التسليم بكل تلك العوامل التي تدفع الشركات العالمية لنقل مصانعها من الصين، إلا أنه من الواضح أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن الصين انتهت كقاعدة صناعية مفصلية في العالم؛ لأن نقل الإنتاج حتى بالنسبة للشركات «شبه الرحالة» الحديثة ليس سهلًا، بل هو مؤلم.. وبالإضافة إلى ذلك، ففي الظروف الحديثة، تتمتع جمهورية الصين الشعبية بالعديد من المزايا، منها أنه على مدى العقود الماضية، تسلحت الصين بثقافة الإنتاج وحسنتها، من خلال تراكم الخبرة لدى العمال والمديرين؛ كما أن الورقة الرابحة الرئيسية الثانية لدى الصين، هي السلاسل التكنولوجية التي تم بناؤها في البلاد على مدى عقود من الزمن بمشاركة نشطة من الشركات الأمريكية والأوروبية والآسيوية، كما أنَّ الصين تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتتمتع بسوق محلية عملاقة لاتزال لديها إمكانات جيدة لمزيد من النمو.

وأكدت «إزفيستيا» أنَّ ما كان يمكن فعله بسهولة نسبية في عام 2000 سيكون صعبًا للغاية في عام 2020، ومع أن بعض الشركات الأجنبية ستقلص حجم أعمالها في الصين بسبب الضغط السياسي، إلا أنّه من غير الممكن تخيل خروجها الكامل في المستقبل المنظور. وهذا يعني أنه سيكون هناك عنصر من الترابط بين أكبر اقتصادات العالم، على الرغم من تصريحات المسئولين المتوعدة.

اقرأ أيضا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa