شهدت أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي انطلقت جلساتها اليوم الاثنين، بالعاصمة الرياض، مشاركة دولية واسعة بحضور عدد من الرؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، لرسم خريطة عالمية لحفظ الحياة وجودتها.
وتهدف قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها المملكة العربية السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي.
وكان من بين المشاركين في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين.
وعلى المستوى العربي والدولي، حرصت رئيسة الحكومة التونسية السيدة نجلاء بودن على حضور أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، رئيس الوزراء بجمهورية الجزائر أيمن بن عبدالرحمن.
كما حضر أيضًا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وكذلك ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس وزراء باكستان عمران خان ونائب رئيس مجلس الوزراء في روسيا الاتحادية ألكسندر نوفاك.
وفي هذا الإطار، كشف الوزير الأول وزير المالية بجمهورية الجزائر أيمن بن عبدالرحمن، اليوم الإثنين، عن دعم بلاده لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مثمنا جهود المملكة في هذا الشأن.
وأكد رئيس حكومة الجزائر خلال كلمته بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التزام بلاده بمكافحة تغير المناخ ودعم الجهود السعودية في هذه المبادرة.
كما أكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي عهد دولة الكويت، خلال مشاركته اليوم في قمة الشرق الأوسط الأخضر بالرياض، أن دعوة المملكة الشقيقة لهذه القمة نابع من دورها المحوري المسؤول في المنطقة والعالم أجمع لإرساء مفهوم الأمن الشامل إنسانيًا واقتصاديًّا ومناخيًّا وبيئية.
وأضاف ولي عهد دولة الكويت، أن المملكة هي القبلة والمظلة صاحبة الرؤية الاستباقية والالتزام المسؤول عن المنطقة والأكثر استشعارا لمسؤوليتها الدولية، وأن هذا الاجتماع في هذه القمة المهمة خير دليل على السعي لإنجاح الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التغيير المناخي الذي ستعاني منه بعض الدول لا سيما دولة الكويت.
وأكد أن دولة الكويت أنها تدعم بالكامل مبادرة المملكة والعمل معها لتنفيذ وأهداف ومقاصد هذه القمة وبما يعود على منطقة الشرق الأوسط وبيئتها بالخير والمنفعة, مبينًا اهتمام الكويت الذي توليه بتوجيهات مباشرة من سمو أميرها لمواجهة التحديات التي تتعلق بالبيئة.
فيما شدد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال مشاركته في القمة، على أن مشكلات تغيير المناخ، تحدٍ كبير، يتطلب إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة الاقتصادية، التي توازن بين الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وأشار رئيس وزراء المغرب، أن هذه المبادرات تعكس بجلاء الرؤية الاستشرافية للقيادة السعودية، لمواجهة التحديات الرئيسة المرتبطة بالبيئة وظاهرة التغيير المناخي، وهو الأمر الذي تتشارك به معها المملكة المغربية، باعتماد مقاربة مندمجة وتشاركية متكاملة تعكس رهانات الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وهذه الإستراتيجية، والانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع الجهود الدولية في هذا المجال.
وأشار ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، بما وصفه بأنه تقدما حقيقيا فيما يتعلق بقضة التغيير المناخي بالمبادرتين التي تقودهما المملكة وهما السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، مشيرًا إلى ان السعودية ومنطقة الشرق الأوسط لديها إمكانيات هائلة للطاقة المتجددة.
وسلط نائب رئيس مجلس الوزراء في روسيا ألكسندر نوفاك، خلال كلمته في قمة الشرق الأوسط الأخضر، الضوء على أهمية التعاون لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات. كما ناقش رئيس وزراء باكستان عمران خان مبادرات التشجير، وهنأ السعودية على أعمالها الخضراء.
من جهته، أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال مشاركته في قمة «الشرق الأوسط الأخضر» أهمية هذه القمة التي تنعقد في وقت مهم، قبل الاجتماع في جلاكسو خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى التزام بلاده بصفتها عضوا في الاتحاد الأوربي، مع بقية أعضاء الاتحاد، بجعل أوروبا قارة خالية من الكربون في حلول 2050، مع تقليص الغازات الدفيئة بنسبة 55% بحلول 2030.
وأوضح أنه لتحقيق هذه الأهداف المهمة اتُخذت مجموعة المبادرات المهمة، مثل التوقف عن إنتاج الكهرباء من الفحم بحلول 2028، متطلعا إلى أن تكون اليونان من أوائل الدول في حوض البحر المتوسط، التي تقدم إنتاج الكهرباء من الرياح، كما أعرب عن تطلعه إلى وجود صندوق خاص مرن، يتم تدشينه على مدى 7 سنوات، يخصص فيه نسبة كبيرة من الاستثمارات الخضراء.
وشدد على أهمية موقع اليونان، كونه وسيلة للدخول إلى السوق الأوربي، متطرقا إلى المفاوضات المهمة مع مصر في هذا الصدد، ومؤكدا أن اليونان تتطلع إلى أن تكون في مقدمة الدول بخصوص عملية الشحن، وبحكم موقعها تستطيع تقليص الغازات المنبعثة في عملية الشحن، وهذا بلا شك تحد صعب يتطلب استثمارات كبيرة، لكننا عازمون على لعب دور مهم في هذا المجال، مبيناً أن بلاده تضم جزراً كبيرة تحمل فرصاً كبيرة للاستثمار، وهي بطبيعة الحال تحيد الكربون.
اقرأ أيضًا: