أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن سماء الوطن العربي والسعودية تشهد، مساء يوم السبت (8 فبراير)، أول قمر بدر عملاق ورابع أقرب بدر هذه السنة 2020، مشيرةً إلى أنه فرصة لمحبي التصوير الفوتوغرافي.
وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبو زاهرة –عبر صفحة الجمعية بفيسبوك- إنه يطلق وصف «العملاق» على القمر، سواء كان في المحاق أو البدر، عندما تكون المسافة بين مركز الأرض ومركز القمر ضمن 362 ألفًا و146 كيلومترًا، والتسمية العلمية لهذا الحدث «قمر الحضيض»، ويقصد بذلك وقوع القمر في أقرب نقطة من الأرض.
وأضاف أن أقمار البدر العملاقة عامةً التي تحدث خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية؛ تبدو أكبر من إقمار البدر العملاقة الأخرى التي تحدث في بقية العام.
وأشار أبو زاهرة، إلى أنه في هذا الوقت من السنة تكون الكرة الأرضية قريبة من الشمس، ونتيجة لذلك فإن جاذبية الشمس تدفع القمر أقرب إلى الأرض؛ ما يجعل أي بدر عملاق يحدث خلال فصل الشتاء، يبدو أكبر ظاهريًّا من أقمار البدر العملاقة التي تحدث في فصل الصيف.
وأوضح رئيس فلكية جدة أن البدر العملاق سوف يسلك في قبة السماء مسارًا سيحاكي مسار الشمس بعد ستة أشهر في مطلع أغسطس القادم؛ حيث سيشرق من الأفق الشمالي-الشمالي الشرقي، ويغرب في الشمالي-الشمالي الغربي.
ومثل شمس أغسطس، سوف يسلك القمر البدر المسار العالي لشمس الصيف، ومن ثم يبقى فوق الأفق لفترة أطول من 12 ساعة، لكن في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية سيحدث العكس؛ سيتبع المسار المنخفض لشمس الشتاء، ويبقى لمدة تقل عن 12 ساعة.
وأضاف رئيس فلكية جدة، أنه قد لا يلاحظ الشخص العادي فرقًا في الحجم الظاهري لهذا البدر العملاق مقارنةً بباقي أقمار البدر الأخرى، لكن متابعي أقمار البدر باستمرار خلال الأشهر الماضية، يمكنهم ملاحظة حجم إضافي ظاهري لهذا البدر.
وتابع رئيس فلكية جدة أنه لن يكون لهذا البدر العملاق تأثير على سلامة الكرة الأرضية باستثناء ظاهرتي المد والجزر، وهو أمر طبيعي، ولكن نظرًا إلى أن هذا القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض، فسوف يبرز المد في ظاهرة تسمى «المد العالي الحضيضي» خلال الأيام التالية.
وأضاف أن «الاختلاف الذي سيحدثه البدر العملاق سيكون صغيرًا، ولن يؤثر على توازن الطاقة الداخلية لكوكبنا؛ لأنه يحدث مد وجزر كل يوم؛ لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير عادية».
وأوضح أن القمر سوف يصل إلى لحظة الاكتمال صباح يوم الأحد القادم (9 فبراير) عند الساعة (10:33) صباحًا بتوقيت السعودية، ويكون بذلك قطع نصف مداره حول الأرض.
يذكر أن هذا الوقت من الشهر القمري، يعتبر الأفضل لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة وتكون ظلالها قصيرة جدًّا؛ لأن وجه القمر يكون واقعًا بالكامل في نور الشمس.
اقرأ أيضًا:
