إرادة شعب أم انقلاب عسكري.. دول عربية وغربية تعلّق على الإطاحة بالبشير

خضوع السودان لحكم مجلس عسكري ليس حلًّا..
إرادة شعب أم انقلاب عسكري.. دول عربية وغربية تعلّق على الإطاحة بالبشير

تباينت ردود الأفعال العربية والدولية، حول إعلان الجيش السوداني اليوم الخميس، عزل الرئيس عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، فبينما أعلنت دول عن دعمها للإرادة الشعبية ممثلة في الإطاحة بالرئيس السابق، رأت أخرى أن قرار الجيش يمثل «انقلابًا» قد ينزلق بالسودان نحو المجهول.

وطلبت الولايات المتحدة، وخمس دول أوروبية، عقد جلسة في مجلس الأمن حول التطورات في السودان، بينما ذكر المتحدث باسم الخارجية أن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف لا يزال على لائحة العقوبات الأمريكية.

من جهته، طالب الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «بعملية انتقالية في السودان» معربًا عن أمله في «تحقُق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني».

وأكدت جمهورية مصر العربية «دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة المهمة»، حسبما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية.

وأضاف أن «مصر تتابع عن كثب وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث».

ودعت مصر المجتمع الدولي إلى «دعم خيارات الشعب السوداني وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، مناشدة الدول الشقيقة والصديقة مساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه».

وفي موسكو، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن روسيا «تعوّل على أن يتحلّى السياسيون -وكذلك الهيئات الأمنية في السودان- بأعلى درجات المسؤولية وأن لا يسمحوا بمزيد من التصعيد».

 ووصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، عزل البشير وإعلان مجلس انتقالي عسكري لقيادة السودان بـ«الانقلاب» قائلًا عبر منشور على موقع «فيسبوك»: «لا أريد الحكم بمن كان على حق ومن على خطأ. وهنا أستدعي موقفي المبدئي المتمثل في إنكار سيناريوهات التغيير غير الدستوري للسلطة من حيث المبدأ، سواء في أوكرانيا أو تركيا أو سوريا أو فنزويلا وأي مكان آخر في العالم».

وأضاف كوساتشوف: «من يرتكبون مثل هذه الانقلابات يجب أن يعوا المخاطر الهائلة التي يعرضون لها بلادهم».

وفي السياق ذاته، دعت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها، جيريمي هانت، الجيش السوداني إلى تسليم السلطة لقيادة مدنية.

وقال هانت في تغريدة على موقع «تويتر» عقب إعلان الجيش السوداني عزل البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون البلاد: «لقد دعا العشب السوداني الشجاع إلى التغيير، ويجب أن يكون هذا التغيير حقيقيًّا. إن خضوع السودان لحكم مجلس عسكري لمدة عامين ليس حلًّا».

وأضاف: «السودان بحاجة إلى الانتقال السريع إلى قيادة مدنية شاملة وممثلة لجميع مكونات الشعب، ويجب ضمان عدم وقوع مزيد من العنف».

وفي ما يتعلق بالملاحقة القانونية بحق البشير من جانب المحكمة الجنائية الدولية، قال المتحدث الرسمي باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة ستضطر إلى إبلاغ مجلس الأمن عن أي دولة تستضيف الرئيس المعزول عمر البشير».

وأضاف في مقابلة مع راديو «دويتشه فيله» الألماني: «لا يحق لنا بالطبع -كمحكمة- التعليق على الوضع الداخلي في السودان من الناحية السياسية، لكن في ما يتعلق بالبشير فهناك مذكرتا اعتقال صدرتا بحقه من المحكمة الجنائية الدولية».

من جانب آخر، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى «مصالحة وطنية» في السودان بعد الإطاحة بالبشير.

وقال أردوغان -في مؤتمر صحفي في أنقرة، اليوم الخميس-: « آمل أن ينجح السودان في هذا الأمر بهدوء. أعتقد أن عليه البدء في تفعيل عملية ديمقراطية طبيعية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa