تشعر الزوجة في كثير من الأحيان أنَّ زوجها لا يمكنه تلبية رغباتها العاطفية، أو ربما تعاني من حالة من الوحدة والفراغ، ولا تشعر بالراحة والأمان برغم من وجود شريك حياتها بجوارها، وهذه الحالة يمكن أن تتعرض لها الكثير من النساء، خاصة المتزوجات منهن، وهي تسمى حالة الحرمان أو الفراغ العاطفي، وهي حالة إن استمرَّت ربما تعرض المرأة لمخاطر نفسية وجسدية شديدة.
افتقاد العاطفة:
والحرمان العاطفي ربما يشعر الأنثى أنها عزباء رغم أنَّها امرأة متزوجة، فتسيطر عليها أفكار الطلاق أو الانفصال والذي يعد أمرًا مروعًا للغاية يفوق احتمال أي امرأة.
وليعلم الرجال أن عواطف المرأة بالنسبة لها شيء هام جدًا، فالإشباع العاطفي أهم لديها من الإشباع الجسدي، فالكلمة الرقيقة واللمسة الحانية ترضيها وتسعدها أكثر من أي شيء آخر؛ فإذا افتقدت المرأة الحب والحنان فإنّها يمكن أن تقع فريسة الحرمان والاكتئاب أيضًا، وقد يمتد تأثير هذا الحرمان العاطفي ليصيبها بعددٍ من الأمراض النفسية والجسدية.
العلاقة الزوجية في خطر
ويقول الخبراء في مجال علم النفس، إنَّ المرأة المحرومة نفسيًا وعاطفيًا تتعامل مع زوجها بقدر من البرود العاطفي، وقد تتوقف عن الشعور به حتى في خلال العلاقة الزوجية الحميمة، وقد تضع الزوجة كل همها في أولادها أو عملها، وقد تبحث عن العاطفة لدى الآخرين، فالمرأة العاطفية أو الرومانسية لا تستطيع الصبر على البرود العاطفي من قبل الزوج، فتصبح قلعتها الحصينة ضعيفة، ومن ثمَّ تزداد الفجوة وتتَّسع بين الزوجين، وقد يصل الأمر إلى الفراق أو القطيعة أو الطلاق لا قدر الله.
آثار جانبية لافتقاد العاطفة:
وربما تكره المرأة المحرومة عاطفيًا زوجها، وقد تصاب ببعض الأمراض النفسية والجسدية دون سبب طبي واضح، فنجد بعض النساء يعانين نتيجة لذلك من آلام مثل الصداع النصفي، واضطرابات الدورة الشهرية، وآلام المعدة والتقيؤ العصبي واضطرابات القولون وغيرها، وقد تزداد الأمور سوءًا فتظهر أمراض أخرى أخطر مثل أمراض ضغط الدم، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية، أو ربما تضع المرأة همَّها في الطعام فتتناول منه كميات كبيرة، وتصاب بالتخمة وزيادة الوزن في بعض الحالات.
الإهمال يؤدي لفساد العلاقة:
ويقول الخبراء، إنَّ الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي وعاطفي، يحتاج دائمًا إلى الإشباع النفسي، فالبذرة لتصبح شجرة يافعة بحاجةٍ إلى الرعاية والاهتمام من الزارع، فإنَّ وفر لها الجوَّ المناسب من تربة صالحة وضوء شمس وماء كافٍ ستنبت وتملأ الأرض بالخير، وعلى العكس فإنَّ الإهمال وعدم الرعاية يؤدّي إلى تيبُّس الشجرة وضعفها مما يؤدِّي إلى ذبولها وسقوطها إن تعرَّضت لبعض الرياح.. وهو نفس الأمر لدى المرأة التي تُحرم من الحنان والمشاعر الرقيقة، فهي في هذه الحالة تفقد النضارة والجمال، تذبل مثل الوردة كل يوم، حتى تسقط طريحة الفراش، لا أحد يدري شيئًا عن معاناتها.
ولهذا نهمس في أذن كل الأزواج بأنَّ الميثاق الغليظ الذي يربط بينك وبين زوجتك يفرض عليك حتمًا أن تعطيها ما تحتاجه من حب وحنان وأمان ومشاعر، فهي كالزرعة إن أعطيتها فاض عليك هذا العطاء بالمحبة والود والخير والرخاء في بيتك وسيعم الخير على الجميع وفي مقدمتهم أنت وأولادك.
اقرأ أيضًا: