وصف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، الرد الإيراني على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بالمسرحية، مُشيرًا إلى أن طهران ادعت أنها ردّت بشكل مناسب على الولايات المتحدة.
وأضاف الأمير تركي الفيصل، أن ما شاهده العالم من صور وصواريخ؛ بعضها سقط داخل إيران، وبعضها في صحراء داخل العراق، حيث إن الإيرانيين أخبروا مسبقًا الحكومة العراقية بهذا القصف، بقصد أن يبلغوا الطرف الأمريكي، وهذا ما حصل بالفعل؛ بحيث لم تقع أية إصابات أمريكية.
وتابع -في حواره لـ«القبس» الكويتية-: رغم «الطنطنة» الإيرانية والحديث عن مقتل 80 أمريكيًّا وتدمير منشآت، عادوا هم واعترفوا بأن هذا لم يحدث، وبالتالي هي مسرحية من دون شك.
وأكد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أن السلطات الإيرانية لا تستحي، والمثل العربي الفصيح يقول: «إن كنت لا تستحي فافعل ما شئت»، فهم يفعلون ثم يحاولون أن يبرزوا ما يريدون من هذا الفعل.
ودعا المتحدثين عن انتهاء حرب الوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، للانتظار حتى معرفة كيف سيتصرّف الإيرانيون، «فهم يبيتون ما لا يعلنون، وممكن أن تكون هناك تبعات لما حصل، وقد شاهدنا قبل يومين قصفًا عشوائيًّا على مقر أمريكي في العراق، مَن الذي خلف هذا القصف؟ الله أعلم. ربما ستكون هناك حوادث أخرى يمكن أن تحصل في أماكن أخرى».
وأشار الأمير الفيصل، إلى أن إيران تعتمد على وكلائها، حيث أصبحت منذ سنوات «نمرًا من ورق بمخالب فولاذية، هي وكلاؤها في «أحزاب الله» أكان في لبنان أو الكويت أو السعودية أو تركيا أو في باكستان، وأفغانستان، هؤلاء هم الذين يكلفون من قبل القيادة الإيرانية القيام بالحرب بالوكالة بالنيابة عنهم.
وتابع: نحن لا ننسى محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر، إبان الحرب الإيرانية العراقية، ثم خطف طائرة الجابرية وغيرهما من الأحداث؛ مثل تفجيرات الخُبر في المملكة، التي كانت على يد «حزب الله» في الحجاز، واغتيال دبلوماسي سعودي في ثمانينيات القرن الماضي على يد حزب الله في تركيا».
وأكد الأمير الفيصل، أن إيران نجحت في استقطاب الجاليات الشيعية في أماكن مختلفة من العالم، حيث تستخدمهم لأغراضها، مُتابعًا: هؤلاء يؤدون أغراض إيران أحيانًا بتفانٍ كبير، فنشاهد حزب الله في لبنان ونصرالله يتباهى بأنه تابع لخامنئي، وبأن تمويله المادي والمعنوي وكل شيء يأتي من إيران، فهذه هي الوكالات التي تستخدمها إيران لخدمة أغراضها».
وعن الغضب الشعبي بالشارع الإيراني، أشار إلى أن هناك معارضة للخميني منذ أتى، تجسّدت في انتفاضات حصلت في سنوات سابقة، لكن -ومنذ سنتين- بدأت الأحداث الأخيرة في إيران من تظاهرات ومواجهات مع السلطات تأخذ مجراها بشكل شبه يومي، والنظام يقمعها بكل عنف وبالحديد والنار، ولكن تبقى جذوتها مشتعلة تلتهب عندما تحصل أحداث مؤاتيه لانتشارها والتهابها، وما حصل للطائرة الأوكرانية أطلق من دون شك مشاعر الشعب الإيراني للتعبير عن استيائه من الحكم الحالي، والتعبير علنًا وعدم الخوف من الاضطهاد الذي يستخدمه هذا النظام لكبح هذه الصحوة.
وعن الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، قال الأمير تركي الفيصل: والدنا ومعلمنا، نتأسّى بأفعاله وأقواله، وهو عزيز علينا مثلما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عزيز عليكم في الكويت، وصداقاتي كثيرة في الكويت، وأعتبر نفسي مثلما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «كويتي سعودي» قبل أن أكون سعوديًّا كويتيًّا».
اقرأ أيضًا: