لم يمرَّ من بطولة كأس أمم أوروبا الحالية «يورو 2020»، سوى دور المجموعات، إلا أنَّها شهدت رقمًا قياسيًا في عدد الأهداف العكسية التي تمَّ تسجيلها عبر النيران الصديقة، كما شهدت عددًا كبيرًا من ركلات الجزاء، تم تسجيل بعضها فيما ضاع العديد منها.
وربما يكون السر في تفرد «يورو 2020» بهذه الظواهر إشارة إلى حالة الإجهاد التي يعاني منها اللاعبون بعد عام من أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وقبل هذه انطلاق «يورو 2020»، شهدت جميع البطلات الـ15 السابقة من البطولة الأوروبية مجتمعة، تسعة أهداف عكسية.
لكن هذا العدد تضاعف تقريبًا خلال دور المجموعات فقط من «يورو 2020»، حيث شهدت مباريات هذا الدور ثمانية أهداف من النيران الصديقة، ليرتفع العدد الإجمالي في جميع نسخ البطولة حتى الآن إلى 17 هدفًا عكسيًا.
وجاءت جميع الأهداف العكسية بالبطولة الأوروبية الحالية نتيجة عدم التوفيق، برغم أن هدف مارتين دوبارفاكا في شباك فريقه المنتخب السلوفاكي خلال المباراة التي خسرها أمام إسبانيا 0-5 كان الأكثر إثارة للضحك والألم.
ولم تشهد أي بطولة أوروبية سابقة هدفين عكسيين في مباراة واحدة. لكن «يورو 2020» شهدت هدفين عكسيين في المباراة التي فاز فيها المنتخب الألماني على نظيره البرتغالي 4-2، كما تكرر المشهد في مباراة سلوفاكيا أمام إسبانيا.
وخلال «يورو 2020»، احتسب الحكام 14 ركلة جزاء في مباريات دور المجموعات، لكن اللاعبين نجحوا في تسديد ثمانية فقط منها فيما أهدروا ست ركلات.
وقد نجح البرتغالي كريستيانو رونالدو في تسجيل ثلاث من هذه الركلات من بين خمسة أهداف سجلها في البطولة، ليتصدر قائمة هدافي «يورو 2020» حتى الآن.
وأهدر المنتخب الإسباني ركلتين متتاليتين عبر جيرارد مورينو وألفارو موراتا، فيما أطاح جاريث بيل بركلة جزاء لمنتخب ويلز في السماء. وخلال المباراة بين منتخبي أوكرانيا ومقدونيا الشمالية، أهدر كل من الفريقين ضربة جزاء.
لكن، ما هو السبب وراء كثرة الأهداف العكسية والضربات الثابتة وضربات الجزاء المهدرة ؟.
وتساءل بعض النقاد عما إذا كان وجود حشود جماهيرية في المدرجات مجددًا بعد عام بدون مشجعين في الملاعب بسبب جائحة كورونا، سيؤثر على تركيز اللاعبين وقد يمنعهم من سماع زملائهم والتنسيق معهم ويؤدي بالتالي للأهداف العكسية.
لكن المدافع الهولندي ستيفان دي فري رفض هذه الفكرة. وقال دي فري: «شاهدنا العديد من الأهداف العكسية وركلات الجزاء المهدرة. لا يمكنني أن أقدم تفسيرا لهذا.. عادة ما يتمكن اللاعبون من عزل أنفسهم عن الأصوات في المدرجات أثناء المباريات».
وبرغم هذا، ربما لعبت الجائحة دورا حيث توقف الموسم في مارس من العام الماضي، ولم تكتمل بعض المسابقات مثل دوري أبطال أوروبا إلا في أغسطس الماضي، قبل أن يبدأ الموسم التالي الذي انتهى مؤخرا مباشرة في سبتمبر.
ويمكن أن يضاف لهذا فترات الحجر الصحي التي لا يستطيع اللاعبون قضاء أي وقت مع عائلاتهم فيها. كما أن عددًا من الفرق الكبيرة عانت من الإجهاد بعد عام لم تتوقف فيه فعاليات كرة القدم.
وتبع ذلك عدد من الإصابات كانت متوقعة بعد العديد من المباريات المتقاربة. ولهذا حضرت العديد من الفرق إلى هذه البطولة وهي تعاني من إصابات في صفوفها.
وصرح جاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» بعد المباريات الثلاثة لفريقه في دور المجموعات بـ«يورو 2020»، إن فريقه يعاني من بعض القصور في بعض المجالات الخاصة باللياقة البدنية والقوة في الأداء.
وتتسبب طبيعة «يورو 2020» في بعض الإجهاد نظرا لإقامتها في مدن متفرقة بالقارة الأوروبية، وهو ما قد يؤدي أيضًا لافتقاد التركيز وتسجيل المزيد من الأهداف العكسية وارتكاب المزيد من الأخطاء، التي تسفر عن ركلات جزاء وأيضًا لإهدار العديد من ضربات الجزاء.
وحظي المنتخب السويسري بأطول رحلة تنقل بين الفرق المشاركة في البطولة حتى الآن، حيث سافر الفريق من ستوكهولم إلى باكو ثم إلى روما وعاد مجددًا إلى باكو، وذلك خلال مبارياته الثلاث بالمجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة. لكنه نجح في العبور لدور الـ16 من البطولة.
اقرأ أيضا