لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين في نادي لايبزيج الألماني، أن ينجح المدرب الواعد يوليان ناجلزمان في الوصول إلى محطة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومواصلة الفريق الوليد المغامرة القارية على حساب الطرف الإسباني المتمرس أتلتيكو مدريد.
وفجر الثيران الحمراء مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على رجال المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس الخميس، على ملعب خوسيه الفالادي، لحساب ربع نهائي دوري الأبطال.
وقص الإسباني داني أولمو، شريط أهداف الفريق الألماني في الدقيقة 50، قبل أن يُعيد البرتغالي جواو فيلكس المباراة إلى المربع صفر، بإدراك هدف التعادل في الدقيقة 71، من علامة الجزاء، ليقلب تايلر أدامس الطاولة على رؤوس الجميع، ويخطف هدف الفوز القاتل قبل النهاية بدقيقة واحدة.
وانتزع ناجلزمان، رقمًا قياسيًا لافتًا في البطولة الأغلى بالقارة العجوز، بعدما بات أصغر مدرب في تاريخ شامبيونز ليج على الإطلاق يقود فريقًا إلى المحطة قبل الختامية، ليواصل الألماني الشاب إعادة كتابة التاريخ بحثًا عن الكأس ذات الأذنين الكبيرين.
ولم يكتف المدير الفني لفريق لايبزيج بتسجيل اسمه في النسخة الحالية، كأصغر مدرب يتأهل إلى ربع نهائي البطولة القارية، بعدما أقصى توتنهام هوتسبير الإنجليزي، من دور الستة عشر في مارس الماضي، قبل توقف المنافسات بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبعد المرور على أنقاض فريق البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو، صاحب التاريخ العريق في دوري الأبطال، دون أن يتجاوز 32 عامًا و231 يومًا، عاد ليحقق معجزة جديدة على حساب الروخي بلانكوس، أحد أبرز المرشحين لحصد اللقب، وعمره 33 عامًا و21 يومًا.
وبات لايبزيج أول فريق ألماني ينجح في العبور إلى نصف نهائي دوري الأبطال، باستثناء بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، منذ عقد كامل، وتحديدًا عندما نجح شالكه في التأهل إلى تلك المرحلة في موسم 2010-2011، قبل أن يغادر البطولة لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ويبدو تأهل لايبزيج درسًا يستحق التأمل، بعدما نجح الفريق الألماني المغمور قبل 5 سنوات فقط، في مزاحمة كبار القارة، والتأهل إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، على حساب أسماء بحجم بنفيكا صاحب ثنائية دوري الأبطال، وتوتنهام وصيف النسخة الماضية، وأتلتيكو مدريد.
ولم يكن لفريق لايبزيج أي ذكر قبل سبع سنوات، حيث كان الفريق الوليد الذي تأسس في عام 2009، يكافح في دوري الأقاليم في ألمانيا، قبل أن يسجل الحضور الأول في بوندسليجا في 2016، ليصبح منذ هذا التاريخ أحد أضلاع المنافسة على اللقب الألماني، وضيفًا على المنافسات القارية.
اقرأ أيضًا: