بلهجة سعودية متقَنَة، وتَقَمُّصٍ لدور المتأثر، لا يكاد يفرِّقُ المستمع إلى غناء السائق الإندونيسي «سوكاندا سبحان»، بينه وبين السعوديين، حينما يشدو بأغنية «مقادير يا قلب العنا»، للفنان الراحل طلال مداح.
ودأب سوكاندا، على ترديد كلمات الأغنية على موسيقى السيارة، بصوته العذب، مرددًا: «مقادير يا قلب العنا/ مقادير وش ذنبي أنا/ مقادير وتمضي حياتي/ مشاوير وأتمنى الهنا»، الأمر الذي جذب جمهور الفنان الراحل ومنهم ابنه، وفقًا لقناة العربية.
تعود قصة الإندونيسي، سوكاندا سبحان مع الأغنية، إلى عمله سائقًا لدى إحدى الأسر السعودية منذ عشرة أعوام؛ حيث تأثر بثقافة المملكة وفنانيها قبل أن يصلها وافدًا للعمل بها؛ ليتفاعل مع عاداتها وتقاليدها عمليًّا.
وحول تجربته مع الأغنية التي يغنيها بلهجة متقنة، يقول سوكاندا، استمعت للأغنية للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا، ولا تزال عالقة في ذهني وأرددها بشكل دائم، فحين كنت برفقة ابن كفيلي في السيارة، كنت أشدو بكلمات الأغنية، فأعجبه صوتي ووثق غنائي بالفيديو.
وحول انتشار مقطع الفيديو المتداول للأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي يقول سوكاندا، «لم أكن أتوقع ذلك الانتشار الذي نالته الأغنية، وقد فرحت كثيرًا بذلك، وخصوصًا أن من بين المعجبين ابن الراحل طلال مداح نفسه.
يشار إلى أن الفنان السعودي الراحل طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، والشهير بـ«طلال مداح»، ولد في مكة يوم الخامس من أغسطس العام 1940م، وتولى تربيته منذ ولادته زوج خالته علي مدّاح، فسمّاه باسمه الذي اشتهر به، وكان له صديق تربّى معه منذ الصغر هو محمد رجب والذي كان يهوى ترديد الأغاني المشهورة في ذلك الحين للموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، فبدأ يلقِّن طلال تلك الأغاني المشهورة ليتشارك الاثنان غناءها معًا.
ونال طلال شهرة واسعة بصوته العذب وألحانه الجميلة، فقد عرف بألقاب عديدة منها «الحنجرة الذهبية» و«قيثارة الشرق» و«صوت الأرض» و«فارس الأغنية السعودية» و«فيلسوف النغم الأصيل» ولقب «زرياب»، الذي أطلقه عليه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كما عُرِفَ بلقب «أستاذ الجميع»، الذي أطلقه عليه الفنان محمد عبده، وظل طلال نجمًا للأغنية السعودية إلى أن رحل العام 2000م.