ليفربول يقترب من تتويج عام استثنائي في مونديال الأندية

بحثًا عن اللقب الغائب
ليفربول يقترب من تتويج عام استثنائي في مونديال الأندية

ربما كان التوقيت هو أبرز ما يؤرق سيد الكرة الأوروبية فريق ليفربول، عندما يحزم حقائبه بعد غياب دام 14 عامًا، صوب العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، مصحوبًا بطموحات كبيرة وترشيحات هي الأوفر لحصد اللقب المونديالي للمرة الأولى في مسيرته المرصعة بصنوف الكؤوس والألقاب.

ويعيش الريدز واحدة من أزهى عصوره الكروية، تحت قيادة الثعلب الألماني المحنك يورجن كلوب، الذي أعاد إلى أحمر المرسيسايد البريق المفقود على الصعيد القاري؛ بالتتويج بلقب دوري الأبطال بعد موسم استثنائي، برهن خلاله رفاق الهولندي فيرجل فان دايك على علو كعب الريدز، وجدارته في اعتلاء منصة التتويج بعد عام واحد من الاكتفاء بمقعد الوصيف لحساب ريال مدريد.

ويحط الليفر رحاله في البلد الخليجي، مدعومًا بمعنويات مرتفعة وثقة عالية، في ظل المستويات اللافتة، التي يقدِّمها الفريق في الدوري الإنجليزي، وإحكام قبضته على الصدارة برصيد 46 نقطة من أصل 48، بعد الفوز في 15 مباراة، والتعادل في واحدة، ودون أن يعرف طعم الخسارة، موسّعًا الفارق أمام ملاحقه المباشر ليستر سيتي إلى 8 نقاط، في الطريق نحو استعادة اللقب المفقود منذ 3 عقود.

ختام عام استثنائي

ويمثِّل ليفربول العلامة المميزة لهذه النسخة من بطولات كأس العالم للأندية، التي تستضيفها قطر خلال الأيام المقبلة، كما أنه المرشح الأبرز للفوز باللقب هذه المرة في ختام عام مميز للفريق، كان خلاله هو الأقوى على الساحة الأوروبية بلا منازع.

وعندما يخوض ليفربول فعاليات هذه النسخة من مونديال الأندية، سيكون هو الفريق الأقدم والأعرق من بين جميع الأندية المشاركة في هذه النسخة؛ حيث تأسَّس النادي الإنجليزي قبل 127 عامًا، أي قبل ثلاث سنوات من تأسيس نادي فلامنجو البرازيلي، بطل مسابقة كأس ليبرتادوريس، والمنافس الأقوى لليفر في هذه النسخة على الأقل من الناحية النظرية.

ويشهد تاريخ ليفربول على سطوع هائل في القرن الماضي؛ حيث أحرز الفريق جميع ألقابه الـ18 في الدوري الإنجليزي خلال القرن العشرين، واعتلى وقتها قائمة أكثر الفرق فوزًا بلقب المسابقة، قبل أن يتنازل عن صدارة القائمة لصالح مانشستر يونايتد قبل سنوات قليلة؛ ليتراجع إلى المركز الثاني بفارق لقبين.

حُقبة تاريخية

وشهدت الفترة من 1976 حتى 1984، فوز الفريق بأول أربعة ألقاب له في دوري أبطال أوروبا، فيما انتظر الفريق بعدها عقدين كاملين؛ حتى استعاد العرش الأوروبي، من خلال اللقب الرائع الذي توّج به في 2005.

ومن خلال هذا اللقب، خاض ليفربول مشاركته الأولى في بطولة العالم بنظامها الحالي؛ لكنه فشل في التتويج باللقب، واكتفى بمركز الوصيف.

وبعد انتظار دام 14 عامًا، عاد ليفربول في منتصف العام الحالي للتربع على العرش الأوروبي، من خلال الفوز على توتنهام في نهائي إنجليزي خالص لدوري الأبطال الموسم الماضي؛ ليكون السادس له في تاريخ البطولة، ولا يتفوق عليه في عدد الألقاب بدوري الأبطال سوى ريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي.

وبعد أن أمَّن الريدز الصدارة المحلية بفارق مريح، يتطلع الآن إلى انتزاع اللقب الوحيد الغائب عن خزائنه في البطولات الكبيرة، وهو لقب مونديال الأندية، بعدما عانده الحظ في 2005، وإن كان يخشى من تأثير الإرهاق على مواصلة التقدم محليًا نحو لقب غائب منذ 1990.

الطريق إلى الدوحة

ويعد لقب مونديال الأندية، وسيلة وغاية في آن واحد بالنسبة لليفربول؛ حيث يتطلع الفريق للقب جديد وتتويج مثالي لعام 2019، الذي قدَّم فيه الفريق مسيرة مميزة، كما سيكون الفوز باللقب دافعًا معنويًا مهمًا للفريق؛ لاستكمال مسيرته القوية في رحلة البحث عن لقب الدوري الإنجليزي، إضافة لمنحه دفعة معنوية مهمة في رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي.

والحقيقة أن ليفربول واجه أكثر من عقبة كبيرة في طريقه إلى اللقب الأوروبي، منتصف هذا العام؛ حيث ضمت مجموعته في الدور الأول فريقين بارزين مرشحين للتقدم في البطولة، وهما باريس سان جيرمان الفرنسي ونابولي الإيطالي؛ لكنه اجتاز هذه العقبة، ثم اجتاز فريقي بايرن ميونخ الألماني وبورتو البرتغالي، قبل أن يصطدم ببرشلونة الإسباني في المربع الذهبي.

وخلال المواجهة مع البلوجرانا، قدَّم ليفربول ما يؤكِّد جدارته للفوز باللقب، ويجعله مرشحًا أيضًا للقب مونديال الأندية؛ حيث وقَّع على «ريمونتادا» خيالية في المربع الذهبي، بعدما ردَّ على هزيمته بثلاثية بيضاء ذهابًا، إلى فوز ساحق برباعية في الأنفيلد.

ورغم قوة فريق توتنهام وحرصه على الفوز باللقب الأوروبي الأول في مسيرته، كانت رغبة ليفربول وقوة الفريق أكثر من طموح السبيرز؛ حيث حسم الريدز اللقب بهدفين نظيفين، سجلهما المصري محمد صلاح والبلجيكي أوريجي.

بصمة ألمانية

والحقيقة، أن قدرًا كبيرًا من صحوة ليفربول في الأعوام الأخيرة، يعود إلى مديره الفني الألماني يورجن كلوب (52 عامًا)، الذي ترك بصمة رائعة من قبل مع فريق بروسيا دورتموند، ولكنه فشل في قيادة الفريق الألماني للفوز بلقب دوري الأبطال، علمًا بأنه وصل معه إلى نهائي البطولة في عام 2013.

ومع توليه المسؤولية في ليفربول عام 2015، عمد كلوب إلى تدعيم صفوف الفريق بمجموعة من أبرز اللاعبين، وجاء في مقدمتهم المصري محمد صلاح، الذي أصبح أفضل لاعب في الفريق بالموسم قبل الماضي، والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي حصل على نفس اللقب في الموسم الماضي.

والحقيقة أن صفوف ليفربول تبدو من أكثر الفرق اكتمالًا في العالم حاليًا؛ حيث يضم الفريق مجموعة من اللاعبين المتميزين في مختلف المراكز؛ بداية من حراسة المرمى، وحتى خط الهجوم الناري بالفريق.

هجوم ناري ودفاع صلب

ويعتبر كثيرون، أن ليفربول يتمتع بخط هجوم يحسده عليه الجميع؛ حيث يضم الثلاثي المصري صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو ماني، بل إن البعض يعتبر هذا الثلاثي يعادل ثالوث البارسا الناري قبل سنوات قليلة، الذي ضم وقتها الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، قبل رحيل الأخير إلى باريس سان جيرمان.

ولا تقتصر قوة ليفربول على خط الهجوم، بل يعتمد الفريق على خط دفاع مميز؛ بقيادة فان دايك، الذي كان المرشح الأقوى لفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لعام 2019؛ لكنه حل خلف ميسي، وإن فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا.

ويقف خلف الدفاع القوي لليفربول، حارس مرمى عملاق هو أليسون بيكر، الفائز بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم في استفتاء الـ«فيفا» لعام 2019.

ومع وجود صلاح في صفوف ليفربول، سيحظى الفريق بمساندة جماهيرية كبيرة، عندما يخوض فعاليات البطولة العالمية في قطر خلال الأيام المقبلة، في ظل وجود جاليات عربية عديدة بالدوحة، إضافة للشعبية الكبيرة لصلاح وفيرمينو وماني، في العديد من أنحاء العالم.

ويستهل ليفربول مسيرته في البطولة، طبقًا لنظام مونديال الأندية، من الدور قبل النهائي للبطولة؛ حيث يلتقي فيه الفائز من مباراة الدور الثاني بين مونتيري المكسيكي، والفائز من الدور التمهيدي بين السد القطري وهينجين بطل كاليدونيا الجديدة وممثل اتحاد الأوقيانوس في البطولة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa