علميًّا.. لماذا يفشل البشر في مواجهة الصراصير؟

تمتلك خبرة عمرها 235 مليون سنة
علميًّا.. لماذا يفشل البشر في مواجهة الصراصير؟

توصل العلماء إلى سبب عدم قدرة البشر على القضاء على الصراصير نهائيًّا، مؤكدين أن السبب يكمن في جينات الصراصير التي تمتلك قدرة على تذكر السموم والتعامل معها، منذ ظهورها على الأرض قبل 235 مليون سنة.

وقال عالم الحشرات بمتحف علم الحيوان في جامعة موسكو إيليا جوميرانوف، إن البشر غير قادرين بالفعل على القضاء على الصراصير، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن القضاء على الصراصير ليس ضروريًّا؛ لأنها من عناصر النظام البيئي في المدن، مثلها مثل الحمام والفئران والجرذان، وفقًا لـ«روسيا اليوم».

وأضاف عالم الحيوان أنه يمكن للبشر تقليص عدد الصراصير بالتدابير والمعايير الصحية والنظافة في الأماكن العامة وفي المنازل والشقق السكنية.

وأشار المتخصص بعلم الحيوان إلى أن الصراصير ظهرت على كوكب الأرض قبل 235 مليون سنة، وتعرضت خلال مئات ملايين من السنين لأنواع مختلفة من السموم، وهو ما جعلها تحتفظ بمعلومات عن هذه السموم في حمضها النووي.

وتابع جوميرانوف، أنه ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي مبيدات حشرات «لذيذة» للصراصير كانت تحتوي على الجلوكوز والسموم، لكن بعد مضي 10-15 سنة لم تعد الصراصير تأكل هذه المبيدات «اللذيذة»؛ ما جعلها غير نافعة للاستخدام.

وأوضح أن الحمض النووي للصراصير يحتل المرتبة الثانية من حيث الطول بين الحشرات، ويأتي بعد الحمض النووي للجراد المهاجر، وهو أطول من الحمض النووي للإنسان، مشيرًا إلى أن الطول ليس مهمًّا، لكن المهم هو أجزاء تخزين المعلومات (الجينوم) التي يبلغ عددها عند الصراصير أكثر من 10 آلاف، منها نحو 150 مسؤولة عن حاسة الشم، وأكثر من 500 مسؤولة عن المذاق، ومئات أخرى مسؤولة عن عمليات التحليل الكيميائي.

وأضاف عالم الحيوان الروسي أن تراكم الخبرات الوراثية ساعد الصراصير على تعرُّف الغذاء وتمييز السموم. ومن ثم، فإن الصراصير لا تحتاج إلى طفرات وراثية للتكيف مع الوسط المحيط بها، ويكفيها تنشيط الجينات القديمة، مؤكدًا أن جسم الصراصير ينتج عددًا كبيرًا من البروتينات المضادة للسموم، وهو ما يعد ترياقًا لسموم مختلفة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa