أذربيجان وأرمينيا.. الحرب بين طموحات أردوغان وتأثيراتها على أسواق النفط والأمن الإقليمي

«بلومبرج» تحذر من تداعيات خطيرة..
أذربيجان وأرمينيا.. الحرب بين طموحات أردوغان وتأثيراتها على أسواق النفط والأمن الإقليمي
تم النشر في

تحول الصراع القديم بين أذربيجان وأرمينيا إلى منطقة ساخنة جديدة على خارطة النزاعات الدولية، في الوقت الذي اعتقدت فيه القوى الدولية أنه مجرد صدام في زاوية بعيدة من العالم؛ حيث حذرت وكالة «بلومبرج»، الأمريكية من أن هذا النزاع المتنامي ستكون تداعيات خطيرة للأمن الإقليمي، وأسواق الطاقة وطموحات اثنين من الزعماء المثيرين للجدل، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان.

وقالت الوكالة، في تقرير (ترجمته عاجل)، إن الأمر الأكثر خطورة في الصراع هو الدور الذي تلعبه روسيا وتركيا؛ حيث إن الطرفين يدعمان وبقوة أحد طرفي النزاع، خاصة بعدما أعلن الرئيس التركي، رجب أردوغان، الأحد الماضي، أن «بلاده وشعبها يدعمان بكل الوسائل أذربيجان»، في الوقت الذي تدعم فيه روسيا أرمينيا، مع وجود اتفاقية دفاع مشتركة بين الجانبين، والعلاقات الوثيقة بين جيشي البلدين.

ويتركز القتال، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، على جيب صغير للأرمن داخل أذربيجان، يسمى ناغورنو كاراباخ، حيث يعيش أكثر من 150 ألف شخص، وهي منطقة عالية التسليح. والمنطقة تقع رسميًا ضمن أراضي أذربيجان، لكن يسكنها أغلبية من الأرمن تسعى للاستقلال.

منطقة شائكة

ولفت تقرير الوكالة الأمريكية إلى خطورة المنطقة حيث تقع الاشتباكات. فهناك جورجيا غير المستقرة على الدوام، وإيران، خصم الولايات المتحدة اللدود، والتي تعمل هي الأخرى على بسط نفوذها بالمنطقة، كما أن أذربيجان الغنية بالنفط، تمتلك 7 مليارات برميل من الاحتياطات المؤكدة وكميات كبيرة من الغاز الطبيعي، ولديها خطوط أنابيب معرضة للخطر تمتد على مسافة 10 أميال من الحدود الأرمينية.

وذكر التقرير أنه رغم الخطورة التي تحملها المنطقة على مر تاريخها، فإن الوقت الحالي أكثر خطورة. فالولايات المتحدة مشتتة بسبب الانتخابات الرئاسية الوشيكة. روسيا وتركيا يدعمان طرفين مختلفين، كما هو الحال في سوريا. والاتحاد الأوروبي غارق في أزمة بريكست والتوترات في شرق المتوسط.

ورغم أن حلف «ناتو» يملك شراكات قائمة مع أرمينيا وأذربيجان، فإنه اكتفى بالدعوة إلى ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية، والتأكيد على عدم وجود حل عسكري، لكن دون تقديم أي حل جذري.

فرص قاتمة

ورأت الوكالة أن فرص وجود تسوية سياسية في ظل الظروف القائمة «قاتمة»، وذكرت أن نسخة جديدة من مجموعة مينسك تشمل تركيا قد تساهم في التوصل إلى اتفاق، وتابعت: «بوتين مقرب من زعماء كلا البلدين، رغم دعم روسيا القوي إلى زميلتها الأرثوذكسية. ربما يمكن للولايات المتحدة وروسيا وتركيا العمل معا وإقناع الجانبين بالابتعاد عن المسار الكارثي الذي يتجهون إليه.

وتعد أذربيجان وأرمينيا شريكين غير أعضاء في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وخلال السنوات التي تلت إبرام هدنة هشة بعام 1994، كانت هناك بعض المناوشات العسكرية الفاترة من قبل الأذريين، قوبلت بتحرك حازم من قبل الأرمن، وتعد روسيا شريكًا أساسيًّا للطرفين، وتمدهما بالأسلحة، وقامت بدور الوسيط خلال السنوات الماضية، لكن هذا لم يمنع الوضع من أن يتفاقم بسرعة خلال الأيام الماضية.

وتعود المناوشات الأخيرة إلى شهر يوليو الماضي؛ حيث تبادل الطرفان إطلاق النار ما أسفر عن مقتل درزينة من الجنود الأذريين. وخلال هذا الأسبوع، وصلت أعداد القتلى إلى 100 قتيل على الأقل، مع حشد الطرفين للقوات وإعلان الأحكام العرفية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa