لماذا تأخرت منظمة الصحة العالمية في تطوير لقاح لفيروس كورونا؟

أوضحت أن عملية إنتاجه معقدة وتأخذ وقتًا
لماذا تأخرت منظمة الصحة العالمية في تطوير لقاح لفيروس كورونا؟

مع اتساع وتيرة انتشار فيروس كورونا عبر الدول المختلفة وارتفاع أعداد ضحاياه لأكثر من 113 ألف مصاب ونحو 3900 وفاة -وفقًا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية-،  تتعلق شعوب العالم تتعلق بالإعلان عن النجاح في اكتشاف لقاح لمعالجة المرض والبدء في إنتاجه وتوزيعه.

وعلى الرغم من إعلان كل من أمريكا والصين اكتشافهما لقاحات «محتملة» تم تطويرها لمعالجة فيروس كورونا، إلا أنه لم يتم تحديد الموعد الذي سيكون اللقاح جاهزًا فيه، فيما بدأ البعض يتساءلون عن أسباب تأخر العالم في التوصل لعلاج للمرض، وللإجابة على هذا التساؤل يجب توضيح دورة إنتاج اللقاحات والوقت الذي تستغرقه.

المدة التي يستغرقها إنتاج اللقاح

أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه عندما يتم تحديد سلالة جديدة من فيروس قادر على إحداث جائحة تستغرق إتاحة الإمدادات الأولى من من أجل اكتشاف لقاح لعلاج الفيروس نحو خمسة إلى ستة أشهر، مشيرة إلى تلك الفترة ضرورية لأنّ عملية إنتاج لقاح جديد تنطوي على خطوات متسلسلة عديدة يقتضي إنجاز كل منها في فترة زمنية معيّنة.

وتوافق هذا مع ما أدلى به ألكس أزار وزير الصحة الأمريكي، في وقت سابق، عن أن واشنطن بصدد حقن أول مريض باللقاح الجديد بعد حوالي شهر من الآن بعدما رخصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إدخال اللقاح في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، لتوفير الدواء في العالم خلال عام.

ما هي مراحل تطوير اللقاح

وأشارت منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي، إلى أن مرحلة اكتشاف واختبار وإنتاج لقاح لفيروس جديد تأخذ وقتًا طويلًا لأنّ العملية تنطوي على خطوات عديدة هي كالتالي:

1- الكشف عن فيروس جديد

وفي هذه المرحلة تقوم المختبرات القائمة في مختلف أنحاء العالم، بشكل روتيني في إطار الشبكة التي أُنشئت لأغراض الترصد، بجمع عيّنات من الفيروس وإرسالها إلى المراكز المتعاونة مع المنظمة بشأن المراجع والبحوث الخاصة كي يتم تحليلها.

2- تحضير سلالة اللقاح

وتسمى هذه العملية مجازًا بـ«فيروس اللقاح» وخلالها يتم تكييف الفيروس لاستعماله في صنع اللقاح بزرع فيروس اللقاح في بيض الدجاج لأنّ الفيروس ينمو جيدًا فيه ولأنّ من السهل الحصول على ذلك المنتج (وهي طريقة الإنتاج التي يستعملها معظم صانعي اللقاحات) وبعد مُضيّ ثلاثة أسابيع تقريبًا يتشكّل هجين يحتوي على العناصر الداخلية للسلالة المختبرية والعناصر الخارجية للسلالة الجائحة.

3- التحقّق من سلالة اللقاح

وفي هذه الخطوة يتم اختبار الفيروس الهجين للتحقّق من قدرته الفعلية على إنتاج البروتينات الخارجية للسلالة الجائحة، وتستغرق هذه العملية ثلاثة أسابيع أخرى.

4- إعداد الكواشف لاختبار اللقاح

وفي هذه المرحلة تقوم المراكز المتعاونة مع المنظمة، في الوقت ذاته، بإنتاج مواد تسمى بـ«الكواشف» لقياس الجرعة الصحيحة والمناسبة للقاح وتتطلّب هذه العملية ثلاثة أشهر على الأقلّ وتمثّل، في غالب الأحيان، عقبة أمام صانعي اللقاحات.

5- صنع اللقاح بالجملة

بعد ذلك تبدأ مرحلة إنتاج آلاف اللترات من بروتينات الفيروس الصافية التي يُطلق عليها اسم «المستضدات الحيوية» وكل دفعة يستغرق إنتاجها يستغرق أسبوعين تقريبًا، ويتم تكرار العملية قدر الإمكان للحصول على كمية اللقاح اللازمة.

6- مراقبة الجودة

وتبدأ هذه العملية بعد تلقي الكواشف اللازمة لاختبار اللقاح من المختبرات التابعة للمنظمة، ويتم اختبار كل دفعة والتحقّق من الكمية الإجمالية واللازمة لـ«المستضد»، وتستغرق هذه العملية أسبوعين تقريبًا.

7- تعبئة اللقاح وإصداره

يتم تخفيف دفعة اللقاح للحصول على تركيز المستضد المرغوب فيه، ويتم وضعه في قنينات أو محاقن ووسمه ثم يتم اختباره للتأكّد من مأمونيته وفاعليته باختباره على الحيوانات وتستغرق هذه العملية أسبوعين.

8- الدراسات السريرية

وأخيرًا يجب اختبار كل لقاح جديد على عدد قليل من البشر لإظهار أنّه يفي بالغرض المنشود. وتتطلّب هذه العملية أربعة أسابيع على الأقلّ.

9 - التوزيع

الخطوة الأخيرة تشمل جمع كل المكونات التي تشكل اللقاح النهائي وخلطها بانتظام في وعاء واحد. بعد ذلك، يُملأ اللقاح في قارورة أو مجموعة محاقن تُغلق بسدادات معقمة أو كابسات ويوضع الملصق عليها لتوزيعها على نطاق واسع.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa