اعتبر «شوريون» أن كلمة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- التي ألقاها الخميس كانت شفافة ومطمئنة للمواطنين والمقيمين، وأكدت توفير أقصى الإمكانات وبذل كل الجهود للحد من جائحة كورونا التي ضربت دول العالم وليست المملكة فقط في مرحلة صعبة يمر بها العالم.
وأصاب الفيروس الفتاك حتى الخميس أمس، نحو 220 ألفًا في 176 بلدًا وإقليمًا، وتوفي أكثر من 8970 شخصًا، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
توقيت مناسب
وفي تعليقها على كلمة خادم الحرمين الشريفين، قالت عضو مجلس الشورى «كوثر الأربش» لـ «عاجل» إن الكلمة جاءت في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن المواطن يحتاج لأن يشعر في هذه الأوقات العصبية، وهذا الابتلاء الذي يمر به العالم أجمع، بأن الوطن حكومة وشعبًا في اتحاد قوي ضد هذا الظرف الحرج.
وأشارت «الأربش» إلى أن الكلمة جاءت متوازنة بين الثبات والشفافية، وبين الفخر بالشعب والنصح لهم لما حملته الكلمة من تفاؤل وأمل، والثقة بوعي السعوديين والشكر للجهات الحكومية وعلى رأسها المجال الصحي.
وقالت عضو مجلس الشورى إن خادم الحرمين الشريفين أكد بالرغم من طابع الكلمة المتفائل والمستعين بالله أولًا ثم ما لدينا من إمكانات، والتأكيد على عزيمة السعوديين وثباتهم، إلا أنها احتوت درجة عالية من الصراحة.
واستشهدت في هذا الصدد بما قاله خادم الحرمين الشريفين في كلمته «لقد تعودتم مني على الصراحة، ولذلك بادرتكم بالقول بأننا نمر بمرحلة صعبة، ضمن ما يمر به العالم كله»، مضيفة أن هذه الكلمة تعتبر وقفة جادة وواضحة أمام ما يحدث للعالم من مواجهة لهذا الفيروس الخطير.
شفافية ووضوح
من جهته، أشاد عضو مجلس الشورى السابق «إحسان أبو حليقة» لـ «عاجل» بما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين من شفافية وصراحة وتوجيهات للمواطنين والمقيمين ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم .
وأضاف «أبو حليقة» أن الكلمة جاءت مبنية على إنجازات والتزام كبير من الدولة ومن مؤشرات ذلك التوازن في التعامل والحرص على كل حالة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتقديم الرعاية لها داخل المملكة أو لأبناء الوطن خارج المملكة، والتأكد من أن يد وطنهم الحانية تصلهم وتخفف من معاناتهم.
تخفيف التبعات الاقتصادية
وأشار «أبو حليقه» إلى أن الدولة تنفق إنفاقا كبيرا من خلال الرعاية الصحية ومن خلال الكشف عن الفيروس وكل هذا يرخص لسلامة وصحة مواطني المملكة العربية السعودية.
وبين عضو مجلس الشورى السابق أن جميع الجهات في المملكة مجتمعة نجحت نجاحًا باهرًا في هذه الجائحة رغم التحديات ومنذ اليوم الأول من خلال تحليل عميق وإدراك واع وتعامل متوازن من خلال منظومة للتعامل مع الأزمات الصحية في كل المملكة من خلال شبكة متعاضدة ومتكاملة.
كما أشاد «أبو حليقه» بخطوة المملكة المبكرة للتخفيف من تبعات جائحة كورونا اقتصاديًا على القطاع الخاص وعلى أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك ما بادرت به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال العمل عن بعد في منشآت القطاع الخاص ، وكذلك ما أعلن عنه وزير المالية من توجه المملكة للتخفيف من وطأة أزمة كورونا والإيضاح الكامل لخطوط التعامل مع الأزمة؛ بحيث يكون أثرها على اقتصادنا في أضيق الحدود.
رسائل عميقة وواقعية
من جهته، قال الدكتور عضو مجلس الشورى «محمد بن عبد العزيز الحيزان» لـ«عاجل» أن كلمة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- حول تداعيات جائحة فيروس كورونا، أتت في توقيت دقيق واحتوت على مضامين ورسائل عميقة وواقعية؛ لترسخ الطمأنينة في نفوسهم.
وأضاف أنه لا شك أن قوتها في تحقيق الهدف منها تتلخص في أمرين مهمين:
الأول: أنها كلمة صدرت من قائد الوطن، الشخصية الفذة سلمان بن عبد العزيز صاحب التاريخ العريق الحافل بالإنجازات العظيمة، والقول الصادق والصلة الوثيقة بينه وبين شعبه الذي بادله محبته لهم بمشاعر مماثلة، وعزز من ولائهم له وإخلاصهم لوطنهم.
الثاني: هو أن هذا الخطاب جاء بعد سلسلة احترازية وسريعة من الإجراءات المحكمة التي اتخذتها حكومته، بتوجيهه أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله، والتي نالت إعجاب الجميع، خاصة بعد أن برهنت نجاحها الباهر، لتصبح تجربة يحتذى بها.
اهتمام القيادة بشعبها
وأشار «الحيزان» إلى أن الكلمة تؤكد اهتمام القيادة بشعبها، وحرصها التام على مصلحته، والتي اتضحت بقوة في الخطوات الجريئة والحاسمة التي اتخذتها في سبيل تجنيبه المخاطر، فهي كما ارتكزت على عدد من الأسس المعروفة التي تمثل جزءًا من سياسة الدولة منذ تأسيسها على يد المؤسس رحمه الله، في مقدمة تلك الركائز حضور الجانب الإيماني العميق بالله سبحانه وتعالى.
واستشهد «الحيزان» بقول خادم الحرمين الشريفين: «إننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه» ، والمرتكز الآخر هو أن الدولة لن تتأخر عن بذل الغالي والنفيس من أجل العيش الكريم والآمن لإنسان هذه الأرض، بما في ذلك تأمين سبل المحافظة على صحته وسلامته.
وأبان الدكتور الحيزان أن من سمات الكلمة التي تعكس سياسة المملكة- كذلك- أنها تقوم على الشفافية والصراحة، وهي التي أشار الملك سلمان إليها بشكل مباشر، مما جعله يبادر بأن المرحلة صعبة، وعلى الجميع أن يدرك ذلك، وأن يكون لهم دور في المواجهة بصلابتهم وقوة العزيمة، والإحساس بالمسؤولية.