بعد سيرة ومسيرة حافلة.. الموت يغيِّب الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك

عائلته أعلنت رحيله عن عمر يناهزالـ86 عامًا
بعد سيرة ومسيرة حافلة.. الموت يغيِّب الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك

أعلنت عائلة الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، منذ قليل، وفاته، عن عمر يناهز 86 عامًا.

وانتخب «شيراك»، رئيسًا لفرنسا عام 1995، بعد أن شغل منصب رئيس بلدية باريس لمدة 18 عامًا، وأعيد انتخابه عام 2002، وكان يوصف بأنّه «رجل دولة بارز»، وهو أحد السياسيين الشعبيين في فرنسا.

دخل شيراك معترك السياسة الوطنية الفرنسية في الخمسينيات متأثرًا بالزعيم الفرنسي، شارل ديجول، وشغل مناصب حكومية عدة، وجرى تعيينه مرتين رئيسًا للحكومة عام 1974 إلى 1976، ومن عام 1986 إلى 1988.

وفي عام 1962، أصبح جاك شيراك مساعد رئيس الوزراء آنذاك، جورج بومبيدو، وفي مارس 1965، بدأ حياته السياسية عندما انتخب مستشارًا محليًا في سانفريول في مقاطعة كوريز، وسط فرنسا، بعدها انتخب عضوًا في البرلمان عن المنطقة نفسها عام  1967.

ومنذ عام 1967 إلى عام 1974 شغل جاك شيراك مناصب وزارية كثيرة بما فيها وزير دولة للشؤون الاجتماعية، ووزير دولة وفي وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، وأصبح وزيرًا للزراعة، ومن ثم وزيرًا للداخلية.

وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 1974 وقع «نداء الـ43»، من أجل المساعدة على انتخاب، فاليري جيسكار ديستان، الذي عين شيراك رئيسًا للحكومة بعد نجاحه في الانتخابات.

كانت سنة 1976 نقطة فاصلة في حياة جاك شيراك السياسية، فبعدما ترك الحكومة أسس «التجمع من أجل الجمهورية»، عام 1976 وربح الانتخابات البلدية في باريس عام 1977 وظل رئيسًا لبلدية باريس حتى 1995، حين انتخب كرئيس للجمهورية.

وفي عام 1986 بادر رئيس الجمهورية، فرنسوا ميتيران، بتكليف «شيراك» بتشكيل الحكومة بعد خسارة الحزب الاشتراكي في الانتخابات البرلمانية، وفي عام 1988 خاض شيراك معركة الانتخابات الرئاسية ضد ميتران وخسرها.

وبعد 7 سنوات فاز شيراك على ليونيل جوسبان، وانتخب رئيسًا بنسبة 52.6% من الأصوات، قبل فوزه عام 2002 بولاية ثانية، بأكثرية حزبية كبيرة توجّت حياته السياسية فجعلته يترك أثرًا عميقًا في السياسة الفرنسية.

ويتميز شيراك بإصلاحاته السياسية الكبيرة، والأهم، أنَّه الزعيم الفرنسي، الذي قال: «لا»، للأمريكان؛ حيث عارض الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفي عام 2008 قام بتأسيس مؤسسة شيراك من أجل التنمية المستدامة والحوار الثقافي.

وُلِد «شيراك» في 29 نوفمبر عام 1932 في مدينة باريس، لعائلةٍ مسيحية من الروم الكاثوليك، وكان والده أبيل فرانسوا شيراك يعمل كموظفٍ حكومي لصالح شركة طيران، بينما كانت والدته ماري لويز فاليه ربة منزل.

تلقى شيراك تعليمه الابتدائي في مدينته باريس، وتلقى تعليمًا لفترةٍ قصيرة في جامعة هارفرد وفي مدرسة نورمال للإدارة. دخل شيراك بعدها المجال العملي؛ حيث كانت بداياته بأعمال مدنيةٍ بعيدة عن السياسة.

وفي عام 1950 التحق بوظيفةٍ في الأعمال المدنية، وفي الوقت ذاته تابع دراسته لينال شهادةً في العلوم السياسية من معهد باريس للعلوم السياسية عام 1953، بعد ذلك بفترةٍ قصيرة، دخل عالم السياسة محققًا العديد من المناصب- وزير الزراعة، وزير التجارة الداخلية، عمدة باريس، رئيس وزراء فرنسا، ثم رئيس الجمهورية- لاحقًا.

نشط شيراك بعد ذلك في العديد من المجالات السياسية والإنسانية، وأنشأ العديد من المنظمات الداعمة لذلك، لكن عام 2011 مَثَل شيراك أمام المحكمة بتهمة التلاعب بالضرائب خلال فترة توليه لمنصب عمدة باريس، وقد حكم عليه بالسجن لمدة عامين.

تزوج جاك شيراك من برناديت دو كورسيل عام 1956، وأنجبت له بنتين، لورنس، التي وُلدت في 4 مارس عام 1958، و«كلاودي»، التي وُلدت في 6 ديسمبر عام 1962، وعملت لمدة طويلة في مجال العلاقات العامة، وأيضًا كمستشارةٍ خاصة.

وعانت ابنته لورنس منذ طفولتها من مرض فقدان الشهية العصبي لم تظهر في أية أعمال علنية، ولشيراك حفيد واحد «مارتن»، منابنته كلاودي.

ونتيجة مساهمات شيراك البارزة في المجال السياسي، حصل على العديد من الجوائز الفخرية والأوسمة من دول متعددة كرومانيا وأستراليا وبريطانيا وغيرها، كما أطلق عليه لقب الجرافة  «Le Bulldozer»، من قبل الرئيس الفرنسي السابق جورج بومبيدو.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa