منذ اجتياح فيروس كورونا المستجد، شتى أنحاء العالم، نسمع إرشادات يومية عن ضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون للوقاية من الوباء، غير أن هذه الدعوات لها تاريخ؛ إذ بدأت في القرن التاسع عشر لإنقاذ الأمهات.
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، انتشرت حمى النفاس بين الأمهات في المستشفيات بالنمسا، وكانت تقضي على نسبة كبيرة من النساء اللاتي وضعن حملهن حديثًا، ولم يُعرف سببٌ لذلك، وكان ذلك قبل اكتشاف الأحياء الدقيقة.
كيف أنقذ أجانتس سيملفيس الأمهات من الموت بسبب حمى النفاس؟
في هذه الأثناء، لاحظ الطبيب المجري «أجانتس سيملفيس» أن الأطباء كانوا يُشرِّحون الجثث بجانب توليد النساء، وربط إصابتهن بتلوث أيادي الأطباء بجزيئات الجثث، وفقًا لما أوردته الهيئة العامة للغذاء والدواء عبر حسابها الرسمي على «تويتر» ضمن حملة «وضمات غذاء ودواء».
لذلك نصح «أجانتس سيملفيس» زملاءه بتعقيم أيديهم باستخدام محاليل الجير المكلور في عام 1847م، أثناء عمله بالتوليد بمستشفى فيينا العام، ولوحظ بعد ذلك انخفاضٌ كبير في معدل الوفيات إلى 1%؛ ولذلك لُقِّب لاحقًا بـ«منقذ الأمهات»، وفقًا لهيئة الغذاء والدواء.
لكن الطبيب المجري لم يتمكن من تقديم تفسيرات علمية لاكتشافه؛ الأمر الذي تسبب في غضب بعض الأطباء عليه وفصله من وظيفته، وبعد سنوات اكتسبت ممارسات سيملفيس قبولًا واسعًا بعد وفاته بمرض التسمم بالدم، في أعقاب إثبات عالم الأحياء الدقيقة الفرنسي لويس باستور نظرية الجراثيم، وفقًا لهيئة الغذاء والدواء.
اقرأ أيضًا: