حاولت الأغلبية البرلمانية لحزب العدالة والتنمية (الحاكم) في تركيا، «الشوشرة» على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط العاصمة السورية دمشق، بفتح جبهة تشويش إعلامي عبر التنصُّل من جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن التي أدانها مجلس الشعب السوري بالإجماع في جلسته العاشرة، أمس الخميس.
وفيما نجحت الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري في التصدي لعدة صواريخ أُطلقت من هضبة الجولان السوري المحتل، وأُسقطت في ريف دمشق الجنوبي الغربي؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في معرض حديثه، إن الاعتراف بالإبادة التي وصفها بالمزعومة، يأتي في وقت تطالب فيه أرمينيا تركيا بالاعتراف بأن ما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 «إبادة عرقية»، لتدفع تعويضات.
وينفي نظام أردوغان إمكانية إطلاق صفة «الإبادة العرقية» على أحداث 1915، ويدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور «الذاكرة العادلة»، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة «الأحادية الجانب» إلى التاريخ، وتفهُّم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.
وفي وقت سابق، أدان مجلس الشعب السوري، في جلسته المنعقدة الخميس، جريمة الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين، كما يدين أي محاولة من أي جهة كانت لإنكار هذه الجريمة وتحريف الحقيقة التاريخية حولها، ويؤكد أن هذه الجريمة من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها.
وأضاف المجلس -بحسب وكالة سانا- أنه إذ يعبر عن تعاطفه الكامل مع الشعب الأرمني الصديق، يقر بأن الأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم، كانوا ضحية عمليات تصفية عرقية ممنهجة، ومجازر جماعية على يد العثمانيين في تلك الفترة، ويدعو برلمانات العالم والرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره إلى إقرارها وإدانتها.
وفي كلمة له قال رئيس المجلس حمودة صباغ: «إننا ونحن نعيش عدوانًا تركيًّا يستند إلى الفكر العثماني البغيض، نتذكر بخالص الألم والأسى الجريمة النكراء التي ارتكبها أجداد أردوغان ضد الشعب الأرمني الصديق في إطار إبادة جماعية وقتل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال».
وأشار إلى أن السوريين هم الأكثر معرفةً بهذا النوع من الجرائم العنصرية البشعة؛ لكونهم يتعرضون لهذا النوع من الإرهاب الوحشي نفسه، ومن المجرم نفسه، ولأن سوريا استقبلت الهاربين من وحشية النظام العثماني الذين وجدوا لديها ملاذًا وأمانًا.
ولفت صباغ إلى أن جرائم الإبادة البشعة ضد الشعوب، لا يمكن أن تموت بالتقادم، وخاصةً أن العثمانية الجديدة تستخدم الأساليب الإجرامية نفسها. ومن ثم فإن أمام البشرية اليوم واجبًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا لإقرار هذه الجريمة وإدانتها بكل قوة وعدم نكرانها.
وأكد أن إبادة أكثر من مليون ونصف مليون أرمني ليست مجرد حادث تاريخي، بل هي علامة سوداء في تاريخ البشرية تشبه جرائم الصهيونية المستمرة؛ لذلك فهي تُوجب الإدانة والإقرار؛ لمنع أي قوة غاشمة -بما فيها نظام أردوغان- من التجرُّؤ على تكرار مثل هذه الجريمة النكراء.
وختم صباغ بالقول إن «تصدي جنودنا الأبطال وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للعدوان التركي الغاشم؛ عمل تاريخي إذ يهدف إلى منع ظهور وحش عثماني جديد يستكمل الجرائم العثمانية القديمة كما أنه دفاع عن حاضرنا ومستقبلنا واستقلالنا وحريتنا».
اقرأ أيضًا: