كشفت دراسة أمريكية حديثة، عن وجود علاقة بين حالة الطقس والمناخ وأمراض السرطان، موضحةً أن معدلات الإصابة بالسرطان أعلى في المناطق شديدة البرودة؛ مقارنة بالمناخ الحار والجاف.
وتوصَّل باحثون من جامعة ويست تشيستر في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، إلى وجود علاقة «طردية» بين العيش في المناطق الباردة والماطرة، وانتشار بعض أنواع السرطان.
وأفاد الباحثون، بأنه كلما زادت البرودة والأمطار، زاد انتشار بعض أمراض السرطان، بينما يقل انتشار هذه الأمراض في المناطق ذات المناخ الجاف، وفقًا لما ذكره «سكاي نيوز» نقلًا عن «ميديكال نيوز توداي».
وكان العلماء، قد أسسوا، منذ فترة طويلة، لحقيقية موثقة مفادها أن التعرض المتزايد لأشعة الشمس فوق البنفسجية يُزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، غير أن الدراسة الجديدة تبيَّن أن أصابع الاتهام تشير إلى هطول الأمطار والمناخ الأكثر برودة.
وأظهرت أبحاث سابقة، أن هناك تباينًا مفاجئًا بين حالات الإصابة بالسرطان ومعدلات الوفيات في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، فمثلًا تتجمع أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في الساحل الشرقي.
وأوضح معدو الدراسة الأخيرة، أن هذه الاختلافات «مرتبطة بعوامل عرقية وإثنية، وسلوكية واجتماعية، واقتصادية وأسلوب حياة»، مشيرين إلى أن العوامل البيئية، مثل تلوث الهواء والتعرض لمبيدات الآفات والمذيبات، قد تلعب دورًا أيضًا.
ومع أن قائمة عوامل مخاطر الإصابة بالسرطان طويلة بالفعل، فإن الباحثين يواصلون العمل للكشف عن النطاق الكامل لهذه العوامل.
وتبحث الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة «علوم الهندسة البيئية»، في الدور المحتمل لهطول الأمطار والمناطق المناخية الباردة في خطر الإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة لا تشير إلى أن زيادة هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة تسبب السرطان بشكل مباشر، فإن العلماء يفسرون كيف أن هذه العوامل المناخية «قد تزيد من التعرض للمواد المسرطنة، من خلال العمل كناقل لها أو زيادة الجيل الحيوي الطبيعي للمواد المسرطنة».
وللتحقيق، قام العلماء بجمع بيانات حول مجموعة من أمراض السرطان، مثل الثدي والمبيض والرئة والقولون والمستقيم والبروستات، وأتيحت لهم كذلك حرية الوصول إلى البيانات المتعلقة بحالات السرطان، والمناخ، والديموغرافيا، وذلك على مستوى المقاطعات.
وبسبب الحجم الكبير لمجموعات البيانات، اختار الباحثون تحليل البيانات المتعلقة بـ15 ولاية بشكل عشوائي، هي أريزونا وأركنساس وكاليفورنيا وكونيتيكت وجورجيا وأيوا وماساتشوستس ونيويورك ونيوجيرسي وأوكلاهوما وساوث كارولينا وتكساس ويوتاه وواشنطن وويسكونسن.
وقام الباحثون بتحييد عوامل العمر والجنس والعرق ومستوى الدخل ومتوسط عمر السكان والتنوع، التي من شأنها أن تؤثر على معدلات الإصابة بالسرطان لدى السكان، وبعد ذلك تمكنوا من تحديد علاقة قوية.
وأشارت النتائج، إلى أنه بشكل عام كانت معدلات الإصابة بالسرطان أعلى في المناطق شديدة البرودة؛ مقارنة بالمناخ الحار والجاف، مع وجود بعض الاستثناءات، فسرطان الرئة، على سبيل المثال، كان أكثر انتشارًا في المناطق الجافة والحارة.
ولفت الباحثون، إلى أن بعض أنواع السرطان قد لا تتبع هذه الأنماط، كما هو الحال مع سرطان الرئة.