مقامرات أردوغان تفضح الصفقات العسكرية الخادعة لتركيا

على طريقة «الصواريخ الروسية»
مقامرات أردوغان تفضح الصفقات العسكرية الخادعة لتركيا

قال الموقع البحثي والإعلامي النمساوي الشهير، مينا ووتش، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقامر بسياسات داخلية وخارجية مستفزة تثير عاصفة من الانتقادات ضده، بينما يخطط هو لاستثمارها في زيادة شعبيته وجذب أصوات الناخبين بزعم أنه وحكومته مضطهدين دوليًا.

وتابع الموقع بأن أردوغان لا يتردد في الدخول في صفقات قد تجلب له عقوبات أو تعرض شعبه لمخاطر أمنية وعسكرية كبرى، فقط لأجل خداع الناخبين فيما يتعلق بقوته واستقلاليته المزعومتين، وهو ما جرى مثلًا في عقد شراء المنظومة الصاروخية الروسية s-400.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، تلقت الحكومة التركية الكثير من الانتقادات الدولية بسبب تعاطيها المخجل مع العديد من المواقع التراثية والثقافية الفريدة في البلاد. ففي أوائل يوليو، غمرت المياه المتصاعدة من سد مائي جديد موقع بلدة حسن كيف الأثري، التي يعود تاريخها لنحو 12 ألف سنة ماضية، حتى تم محو آثارها تقريبًا، وبعد فترة وجيزة، أعلن الرئيس التركي تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد.

وعلى عكس المتوقع، يسعد أردوغان بالتنديد الدولي به، بل إنه يستمد قوته من السجال المستمر مع المعارضين المحليين والأجانب، فيما أنه لا يقدم على مشروعات مستفزة كتحويل آيا صوفيا أو غيره، من باب نصرة العقيدة أو رفع ظلم تاريخي مثلًا، وإنما يصور الأمر كاستعادة لسيادة تركيا ومن أجل الدفاع عنها، وهو منطق يجني ثماره في صندوق الانتخابات.

وكان أردوغان زعم بالفعل أن المنتقدين سيتحدثون علانية ضد بناء السد عند بلدة حسن كيف، ليس من منطلق القلق على تراثها الثقافي أو حفاظًا على البيئة، ولكن لأنهم لا يريدون تركيا أن تمضي قدمًا، على حد قوله.

ووفق الموقع الإعلامي النمساوي، فإن أردوغان يستخدم نظرية المؤامرة العالمية لجذب استحسان العديد من الناخبين، رغم أن تلك السياسة  لم تفعل شيئًا يذكر لتحسين الاقتصاد التركي المتعثر، كما أصبحت علاقات البلاد مع جيرانها مضطربة بشكل متزايد، بينما يواصل الرئيس التركي عدوانية مفرطة مع الجميع، في وقت يلوم فيه القوى الخارجية والقوى الأجنبية على المشاكل التي خلقها بنفسه من خلال التنديد المستمر بأفعال من يسميهم أعداء الأمة. 

ويرى المعارضون أن تبجح أردوغان وتطاوله على الجميع، فضلًا عن تهديداته، لا تتعدى في كثير من الأوقات مجرد التلاسن اللفظي أو سياسة الأصوات الزاعقة  في محاولة لكسب الأصوات، في حين أنه لا ينفذ منها شيئًا على الأرض.

لكن الموقع النمساوي، يرى أن الظاهرة الصوتية الأردوغانية متفاقمة على نحو أكثر فداحة من ذلك، ففي عام 2019، على سبيل المثال، لم يعتقد العديد من معارضي أردوغان المحليين والدوليين أنه سينفذ بالفعل خطته لشراء صواريخ روسية مضادة للطائرات. لقد تمسّكوا بالاعتقاد بأنه سوف يرضخ في النهاية للضغط الأمريكي. لكن وحتى يومنا هذا، يتساءل النقاد عن أسباب شراء نظام أسلحة بقيمة 2.5 مليار دولار مكدسة حاليًا في مستودع قد يؤدي إلى عقوبات أمريكية ولا يمكن لأنقرة استخدامه للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية. «مثل الضربات الجوية التي قتل فيها 33 جنديا تركيا في إدلب الربيع الماضي». 

لكن هرولة أردوغان لشراء الصفقة وهو يعلم أنها ستبقى معطلة ولن يجري على استخدامها ظهر وكأنه انتصار حتى في نظر منتقديه.

والسؤال، إلى متى ستستمر مثل هذه الانتصارات الزائفة مجدية مع الناخبين الأتراك، فالاقتصاد التركي يتعثر والأسعار ترتفع والعملة المحلية تضعف. 

والواقع يقول إن أردوغان تمكن حتى الآن من الحفاظ على أغلبية ضئيلة من خلال فرض الرقابة واعتقال خصومه وإعادة صياغة قانون الانتخابات لصالحه. ومع ذلك فإن قاعدة دعمه تتآكل بالسرعة مذهلة تشير إليها بعض استطلاعات الرأي، بما يثبت أن الإجراءات غير الديمقراطية التي ينتهجها غير كافية. 

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2023. وعليه فمن المتوقع خلال السنوات القادمة، أن يستقبل الناخبون بلا شك المزيد من المساجد والمشاريع العملاقة الزائفة ولن تنتهي الاحتكاكات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وكله من أجل كسب الأصوات بالخديعة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa