معلم شجاع أنقذ عائلة من الغرق في تبوك يروي لـ«عاجل» تفاصيل لحظات الموت وسط السيل

قال إنه نقل أفرادها كلٌ على حدة
معلم شجاع أنقذ عائلة من الغرق في تبوك يروي لـ«عاجل» تفاصيل لحظات الموت وسط السيل

تحدى المعلم ماجد عبدالله العطوي خطر الغرق؛ لينقذ عائلة كاملة تتكون من أحد عشر شخصًا من الموت، بعدما احتجزتهم السيول التي تعرضت لها منطقة تبوك، وأغلقت الطرقات الخارجية المؤدية لبعض المحافظات والقرى التابعة لها.

وقال المعلم ماجد العطوي، لـ«عاجل»،: «نحمد الله على نعمة الأمطار، وما هي إلا رحمات من الله جل شأنه، والحادثة وقعت يوم الأحد، عندما خرجت لمشاهدة الأمطار والسيول كأي شخص يحب أن يستمتع بالأجواء الماطرة، ولأنني أهتم بالتصوير».

وأضاف: «كانت الأمطار غزيرة جدًا على طريق الحرة، وعند الثانية ظهرًا وأثناء عودتي، شاهدت سيارتين عالقتين بوسط السيول، وأصحابها يقفون عليها وبها عوائل كثيرة؛ فتحركت لمساعدتهم».

وتابع: «كان مشهد الأطفال قاسيًا وهم محتجزون، فتوجهت لهم ليس من باب الحماس أو التهور، بل بالعكس فالروح غالية على كل إنسان، والله أمرنا بحفظها وعدم إلقاء أنفسنا إلى التهلكة».

وأوضح، أنه أقدم على ذلك لأنه متمكن في السباحة والغوص، وقال: «عند دخولي السيل كان التيار قويًا جدًا فسقطت، ولكنني استطعت الوصول للعائلة وجعلتهم بمكان آمن بالقرب من السيارة، ثم رجعت لهم مرة ثانية لأخذ الحبل».

وأضاف: «في هذه المرة، لم أستطع الوصول للعائلة ثلاث مرات متتالية من قوة السيل، وفي الرابعة وصلت إليهم وتمكنت من ربط الحبل بصخرة كبيرة، وقد تعاون الجميع في ذلك بمن فيهم رجال الدفاع المدني، فأخذت كل شخص بمفرده».

وتابع: «كانت أصعب اللحظات عند حملي طفلة رضيعة لا تتجاوز الشهرين؛ حيث كنت متخوفًا من سقوطها بالسيل لصغر وزنها وصعوبة إمساكها، لكنني تمكنت بفضل الله من الخروج بها سالمة، بعدما أمسكتها بيدي اليسرى، بينما كانت يدي اليمنى متمسكة بالحبل».

أما الموقف الآخر الصعب، كما قال المعلم الشجاع، فكان لوالد العائلة؛ حيث سقط أمامه ولم يستطع إمساك الحبل، فلحق به العطوي وأنقذه.

وتابع المعلم الشجاع: «أمضيت أكثر من ثلاث ساعات حتى انتهيت من إيصال العائلة، التي تضم رجلين وطفلة رضيعة، وثلاث نساء وولدين وثلاث بنات، جميعهم لا يجيدون السباحة».

واستطرد موضحًا: «أقسم علينا أبوبدر البلوي والد العائلة بأن يعد لي وليمة إكرامًا لي ولموقفي، فتشرفت بزيارته بمنزله، وأقام مأدبة غداء حضرها عدد كبير من أقربائه ومهنئيه بالسلامة».

وهطلت، أمس، أمطار غزيرة على منطقة تبوك، سالت على إثرها الأودية والشعاب، وسط تحذيرات من جانب الجهات المختصة للمواطنين بأخذ الحيطة وعدم الاقتراب من مواقع الخطر، فيما تم تعليق الدراسة حماية للطلاب والمعلمين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa