يتزامن «اليوم العالمي للنحل»، الذي أقرته الأمم المتحدة كمناسبة سنوية، للتوعية بإنتاج عسل النحل، مع تقدم المملكة العربية السعودية في هذا القطاع؛ حيث تنتج ما يزيد على 5000 طن من العسل سنويًّا، ويتجاوز عدد خلايا النحل مليون طائفة على مستوى المملكة.
ووفق تقرير لوكالة الأنباء السعودية، بذلت المملكة جهودًا كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل ومهنة النحالة، وتأتي مشاركتها دول العالم باليوم العالمي للنحل؛ إيمانًا منها بالتعاون والتضامن العالميين لمواجهة التهديدات التي تشكلها جائحة كورونا على الأمن الغذائي وسبل العيش الزراعية.
ويعطي اليوم العالمي للنحل لهذا العام تحت شعار «مشاركة النحل.. إعادة البناء بشكل أفضل للنحل» الأولوية لتجديد البيئة وحماية الملقحات، وستكون مناسبة لرفع مستوى الوعي حول كيف يمكن للجميع إحداث فرق لدعم واستعادة وتعزيز دور الملقحات.
وتطلق وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر إدارة مختصة للنحل بمسمى إدارة المناحل وإنتاج العسل بإطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية.
ووضعت الوزارة خطة لتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل لتحسين وحماية السلالة المحلية لنحل العسل والمحافظة عليها، وتنظيم وتطوير النظم والأساليب النحلية، وتطوير وتحسين الكفاءة الإنتاجية من الملكات والطرود والمنتجات النحلية الأخرى، وتنمية وحماية المراعي النحلية وتنظيم استغلالها، وإيجاد فرص استثمارية عبر الشراكة مع المؤسسات والهيئات والجهات المختصة وغيرها.
وتعتمد الخطة على برامج عديدة؛ وهي: تحسين وتطوير سلالة نحل العسل الحلية وحمايتها، وتطوير البني التحتية ورفع وتنمية كفاءة المحتوى المحلي وبناء القدرات، وتنظيم وتنمية المراعي النحلية وحمايتها، وتطوير صناعة النحل وإنتاج العسل وتشجيع الاستثمار، وتطوير الخدمات الإرشادية والزراعية والبحث العلمي.
ويأتي دور الوزارة في تطوير تربية النحل بالمملكة بتنظيم دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات وندوات إرشادية موجهة للنحالين بما يتناسب مع احتياجات وظروف النحالين في كل منطقة، وتنفيذ مشروع تطبيق الأساليب الإرشادية في مجال تربية النحل وإنتاج العسل في عدد من المناطق ذات الميزة النسبية في مجال النحل.
كما يتم إنشاء المناحل الإرشادية النموذجية التابعة للوزارة وتأمين احتياجاتها من المواد والأدوات النحلية حتى تؤدي عملها الإرشادي المنوط بها من تعريف النحالين بالأساليب الحديثة لتربية النحل، وإعداد المحتوى العلمي والفني للبرامج الإرشادية المتعلقة بتربية النحل وتزويد الإدارات العامة والمديريات والفروع بها لنشرها على مستوى النحالين بحسب احتياجات كل منطقة.
كما تقدم الوزارة الخدمة الإرشادية للمناحل الأهلية من قبل الفنيين المختصين المكلفين بالزيارات الميدانية وتعريف النحال بالطرق الحديثة للنحالة، وتدريب العاملين في مجال تربية النحل من خلال دورات تدريبية متخصصة في النحل تقيمها مراكز التدريب الزراعي أو ورش العمل الموجهة للفنيين؛ حيث تهدف الوزارة من خلالها إلى رفع كفاءتهم لضمان جودة الخدمة الإرشادية المتوقع تقديمها للنحالين عن طريقهم.
وتحرص الوزارة على مشاركة المؤسسات والهيئات والجهات المختصة؛ لتوفير فرص استثمارية، ونقل التقنيات الحديثة لمربي النحل لتحسين كمية ونوعية الإنتاج وخفض التكلفة وزيادة الدخل مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، ودعم وتشجيع قيام الجمعيات التعاونية لمربي النحل؛ حيث تعتبر مهنة تربية نحل العسل من المهن الزراعية التي يمكن للجميع ممارستها، بالإضافة إلى دورها في توفير فرص عمل جديدة للشباب.
كما أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة ضمن خدماتها الإلكترونية لمربي النحل ومنتجي العسل منصة زراعي، وذلك مواكبة للتحول الرقمي في أعمالها، للتسهيل على المستفيدين لتنفيذ خدماتهم في وقت قياسي، لرفع كفاءة وجودة العمل ورفع نسبة الخدمات الرقمية المقدمة للنحالين، وعملت الوزارة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لإطلاق مشروع تربية النحل وإنتاج العسل، في دلالة لاستثمار واستغلال الموارد والثروات الطبيعة في المناطق ذات الميزة النسبية.