بادِر بالتفاؤل.. حدود تأثير الغضب على حالتك الصحية

وفق مجلة علم النفس والشيخوخة..
بادِر بالتفاؤل.. حدود تأثير الغضب على حالتك الصحية

رغم أن العواطف غالبًا ما تكون سريعة الزوال، إلا أنه قد يكون لها تأثير دائم على صحتك، فالإجهاد على سبيل المثال قد يزيد من خطر الحالات الصحية المزمنة والحادة، وقد أشارت دراسة صغيرة نشرت مؤخرًا في مجلة علم النفس والشيخوخة، إلى أن الغضب يرتبط أكثر من الحزن بالآثار الصحية السلبية لدى كبار السن.

وقد استند البحث الجديد إلى نظرية طورها اثنان من مؤلفي الدراسة المشاركين، وهما د.كارستن وروش ود.أوت كونزمان أستاذا علم النفس بجامعة كونكورديا في كندا، وتفترض النظرية أن جميع المشاعر حتى السلبية تلعب دورًا هامًّا ومتطورًا طوال حياة الشخص، فقد يكون لكل المشاعر السلبية وظيفة إيجابية إذا ما تمت تجربتها في السياق الصحيح، ولكن عندما يكبر الناس ويواجهون مشاكل مرتبطة بالعمر، مثل وفاة الأحباء وبدء التدهور البدني والمعرفي، قد تؤثر بعض المشاعر السلبية على الصحة البدنية.

وقد قام الباحثون بتحليل بيانات شملت أكثر من 200 شخص تتراوح أعمارهم بين 59 و 93 عامًا عن مشاعرهم ثلاث مرات على مدار أسبوع واحد، كما أبلغ هؤلاء عن حالاتهم الصحية المشخصة وقدموا عينات من الدم قام الباحثون باختبارها لمعرفة علامات الالتهاب، فوجدوا أنه عندما شعر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا بالغضب بانتظام، ارتفعت لديهم المستويات الالتهابية، ربما لأن الغضب يمكن أن يؤدي إلى التخلص من مستويات هرمون التوتر، فيما يعد الالتهاب عملية طبيعية يستخدمها الجسم لمكافحة الإصابات والعدوى، لكن الالتهاب المزمن يرتبط بمجموعة من المشكلات الصحية. 

وكان البالغون الذين يعانون من علامات الالتهاب المرتفعة أكثر عرضة أيضًا من أقرانهم الذين لم يشعروا بالغضب من الإصابة بمرض مزمن واحد على الأقل، مثل السرطان أو مشاكل القلب والأوعية الدموية، لكن الباحثين لم يروا نفس الصلة بين الحزن والمشاكل الصحية، كما لم يكن الغضب مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالالتهاب والأمراض المزمنة بين البالغين في سن الستينيات والسبعينيات.

وحسب الباحثين فإن الغضب لن يحل أخطر المشكلات التي يواجهها كبار السن، وبدلًا من ذلك قد يؤدي فقط إلى المزيد من التوتر والمشاكل المرتبطة به، فإذا كان الناس غاضبين ويحاولون حل المشكلات التي لم يعد بإمكانهم حلها، فإن ذلك يؤدي إلى إطالة أمد الظروف الصعبة وقد يؤدي إلى خلل فسيولوجي، ويحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الالتهاب، ولكن على الرغم من أن الحزن لن يوقف شيئًا، فإنه يمكن أن يخدم غرضًا ما، ففي حين أن الحزن الثابت أو الذي لا يمكن تفسيره يمكن أن يكون علامة على مشكلة أكبر، مثل الاكتئاب أو الشعور بالوحدة، فإن الحزن الحاد هو في كثير من الأحيان رد فعل أكثر ملاءمة لمشاكل متأخرة في الحياة وقد يحفز الشفاء بشكل صحي، وقد يبدأ الحزن في الواقع عملية التعافي ويساعد الشخص على قبولها، وقد يساعد ذلك أيضاً على الحصول على بعض الدعم الاجتماعي من الآخرين.

وقد توصلت دراسة منفصلة إلى نتيجة ذات صلة حول الصلة بين الصحة النفسية والجسدية؛ حيث وجد أن التفاؤل والمرونة والرحمة ارتبطت بصحة أفضل بين كبار السن، في حين ارتبط الشعور بالوحدة مع الصحة الأسوأ، ورغم أنه قد يبدو من الصعب التحكم في الاستجابات العاطفية، إلا أن الأبحاث تشير إلى أنه يمكن للناس أن يتعلموا تنظيمها، فللحد من الغضب مثلاً، تقترح الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية القيام بممارسات الاسترخاء، استخدام خطاب أكثر عقلانية، تحسين مهارات الاتصال الخاصة بك، الحفاظ على البيئة الخاصة بك خالية من الإجهاد، وممارسة الكثير من التمارين والاعتماد على الفكاهة والتسامح.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa