حرّك الأسطول الروسي في البحر الأسود، اليوم الجمعة، فرقاطتين حربيتين، مجهزتين بصواريخ كروز موجهة من طراز «كاليبر» إلى البحر المتوسط باتجاه الساحل السوري، ويأتي الانتشار، بحسب وكالة إنترفاكس الروسية، وسط تصاعد التوترات بين روسيا وتركيا وسوريا بشأن محافظة إدلب السورية.
ونقل الإعلام الروسي عن وزارة الدفاع، أن القوات التركية التي تعرضت للقصف، أمس الخميس «ما كان ينبغي أن تتواجد في المنطقة السورية التي كانت بها، وأن أنقرة لم تبلغ موسكو مسبقًا بشأن مواقع هذه القوات».
وذكرت الوزارة، بحسب وكالة رويترز، أن «المقاتلات الروسية لم تنفذ ضربات في المنطقة التي كانت بها القوات التركية، وأن موسكو فعلت ما في وسعها لضمان وقف إطلاق للنار من جانب الجيش السوري للسماح للقوات بالإجلاء».
إلى ذلك، عبّر الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار». وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك: «الأمين العامّ يشعر بقلق بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية».
وتم عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي التركي، بقيادة رجب أردوغان، وسط تأكيدات بأن ضربة جوية نفذها الجيش السوري في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، أسفرت عن مقتل 33 جنديًّا وضابطًا تركيًّا، وإصابة عشرات منهم.
وقال مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إن «وحدات الدعم الجوية والبرية التركية تطلق النار على كل الأهداف المعروفة، ردًّا على ما حدث. وأن تركيا ستشن هجومًا شاملًا شمال سوريا»، بعد ارتفاع قتلى الجيش التركي إلى 54 قتيلًا هذا الشهر.
وبسبب العمليات العسكرية التركية، منذ أطلق أردوغان عمليته الدموية «غصن الزيتون» نزح قرابة مليون مدني في إدلب قرب الحدود التركية، بينما تستهدف الميليشيات وقوات المرتزقة التابعة لأردوغان المدنيين، ما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ 9 سنوات.
وشرع أردوغان في ابتزاز أوروبا مجددًا، ولوّح بفتح الطريق أمام اللاجئين السوريين للوصول إلى أوروبا، وقال مسؤول تركي لـ«رويترز»: «صدرت أوامر لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين برًّا أو بحرًا.. قررنا عدم منعهم من الوصول إلى أوروبا».
وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري الثقيل إلى محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية لدعم الميليشيات الإرهابية وعناصر المرتزقة في المواجهات ضد الجيش السوري، ومع تصاعد القتال قُتل ما لا يقل عن 134 مدنيًّا، بينهم 44 طفلًا، ودُمرت مدارس ومستشفيات.
ويزعم أردوغان أنه أنفق 40 مليار دولار على اللاجئين السوريين منذ الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016، الذي ينص على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا.