واقعة «الولاعة» تحرج الحوثيين وتفضح التراجع الميداني لأنصار «عبدالملك»

مواطنون للميليشيات الإيرانية: الطعام أولى..
واقعة «الولاعة» تحرج الحوثيين وتفضح التراجع الميداني لأنصار «عبدالملك»

أثار مجسم «الولاعة» الذي نصبته ميليشيا الحوثي الانقلابية (المدعومة من إيران) في بمنطقة الستين شمال صنعاء؛ انتقادات حادة بين اليمنيين الذين سخروا مما تقوم به الميليشيات في ظل الخسائر التي يتكبدونها في ميادين القتال.

و«الولاعة» نافورة وُضعت مجاملةً لقائد الانقلابيين عبدالملك الحوثي الذي زعم أن مسلحيه يدمرون العربات العسكرية والدبابات الخاصة بالجيش الوطني اليمني بـ«الولاعات»، بالتزامن مع مرور أربع سنوات على «عاصفة الحزم»، التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية تلبيةً للحكومة اليمنية بدحر الانقلاب واستعادة الشرعية.

وانتقد مواطنون الخطوة الحوثية (حسب المشهد اليمني) واعتبروا أنها ترمز إلى الحرائق التي أشعلوها في البلاد منذ الانقلاب في صيف 2014، متسببين في عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومُهجَّرين، بل ومجندين قسريًّا، وسط تأكيدات من المواطنين بأن الحوثيين ميليشيات إرهابية تخدم المصالح الإيرانية، وتسطو على مصالح الناس وتطلعاتهم، وأن الطعام الذي يحتاجه الشعب اليمنين يتقدم على المجسمات التذكارية للحوثيين.

وتفضح الخطوة الحوثية (مجسم الولاعة) تقهقرهم الميداني؛ ففي شهر مارس عام 2015 (موعد انطلاق عملية عاصفة الحزم) كانت الميليشيات تتحكم بالقوة في نحو 90% من البلاد، غير أن الفترة التي أعقبت انطلاق العمليات حتى مطلع عام 2017، شهدت نجاحات مؤزرة للحكومة وقوات التحالف بعد استعادة نحو 85% من الأراضي التي سيطر عليها الانقلابيون.

وتشارك في العمليات طائرات مقاتلة من مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، كما شاركت فيها قطر (قبل استبعادها من التحالف في يونيو 2017، بعد ثبوت دعمها الإرهاب وتنسيقها مع الحوثيين)، فضلًا عن فتح الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في عمليات التحالف.

ومنذ البداية، كان تحرك المملكة (وحلفائها) لدعم اليمن، مرتبطًا بطلب رسمي من الرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة اليمنية، مراعاةً للسيادة اليمنية التي انتهكتها إيران عبر دعم وتسليح ميليشيات الحوثي التي بادرت بالانقلاب على الشرعية في اليمن، قبل التآمر على اليمنيين أنفسهم، والتمكين لطهران في البلاد.

وفي 21 أبريل 2015، أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم، عقب تحقيق أهدافها، بعد تدمير معظم الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية التي تشكل تهديدًا لأمن السعودية والدول المجاورة، فيما ظل الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية (التابعة له) عبر ميناء الحديدة والبحر الأحمر؛ تلعب دورًا في استمرار خطورة الحوثيين.

وأطلق التحالف لاحقًا عملية "إعادة الأمل"، التي تستهدف الجمع بين المواجهة العسكرية للتمرد ودعم الجهود الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، قبل إطلاق عملية برية لتعقب فلول "الحوثي" أطلق عليها اسم "السهم الذهبي"، بغطاء بحري وجوي من التحالف. ودخلت القوات اليمنية التي تم تدريبها في السعودية عبر البحر مدعومة بمئات العربات المدرعة والدبابات التي قدمها التحالف.

وشكلت عمليات التحالف (بقيادة السعودية) خطوة مهمة، ليس فقط لخوض معركة مصير مع ميليشيات "الحوثي" ومواجهة تهديدات "جيوسياسية" على حدود المملكة، بل وللدفاع عن حركة التجارة العالمية، بالعمل على دعم الاستقرار الأمني، وإزالة معوقات التبادل التجاري، وحماية الأمن القومي للمنطقة، ومن ثم طمأنة المستثمرين والشركات الأجنبية؛ ما جعل الخطوة العسكرية السعودية (معركتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل) تحظى بقبول دولي، في ظل تهديدات الانقلابيين لمضيق باب المندب ذي الأهمية التجارية الدولية.

ويحظى المضيق بأهميته خاصة؛ حيث تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كمية النفط التي تعبر يوميًّا من خلاله بنحو 3.4 مليون برميل (6% من تجارة النفط العالمية سنويًّا). ويعتبر المضيق بوابة عبور 8% من حركة التجارة العالمية؛ ما يعني أن أي تهديد سيرفع أسعار النفط عالميًّا، بجانب ارتفاع بوليصة التأمين على الناقلات، وتكاليف النقل في حال اللجوء إلى طريق بديل، لا سيما رأس الرجاء الصالح.

ونجحت العمليات الميدانية التي يعتمد خلالها التحالف على تحقيق أهداف عسكرية دقيقة يجري تنفيذها لدعم الجيش اليمني على الأرض؛ في إخراج الحوثيين من عدن وأجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لحج والضالع وشبوة وأبين، ثم خاضت القوات معارك ضارية في تعز والبيضاء، بدعم من قوات سعودية من الاتجاه الشمالي لليمن، واستعادت السيطرة على أجزاء واسعة من محافظتي مأرب والجوف، وباتت تسيطر الآن على أجزاء واسعة من صعدة (مقر إدارة الميليشيات).

وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري (2018) نجح الجيش اليمني (مدعومًا بقوات التحالف) في استعادة أكثر من 700 موقع من الميليشيات الحوثية.

في المقابل، زاد الفشل الحوثي في مناطق سيطرة ميليشياته على صعيد توفير مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء ودواء ومياه وكهرباء ووقود؛ ما قاد إلى سلسلة الانتقادات الشعبية ضد الإقدام على هذا الاستعراض عبر مجسم الولاعة، لا سيما أن الميليشيات توقف صرف رواتب الموظفين منذ الانقلاب.

وقد أدى ذلك إلى مأساة إنسانية تعانيها الأسر اليمنية في مناطق سيطرة الانقلابيين يوميًّا، إثر سياسة حوثية تتعمد إنهاك المدنيين ومضاعفة معاناتهم بغية إطالة أمد الأزمة لأطول وقت ممكن؛ لتحقيق أهدافهم بفعل سياسة الأمر الواقع.

اللافت أن الانتقادات خرجت من الجانب الحوثي نفسه؛ فقد نقلت مواقع يمنية عن القيادي في الميليشيات سليمان عويدين قوله في تدوينة عبر صحفته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اطلعت عليها «عاجل»؛ أن إطلاق صورة الولاعة في شكل نافورة، أمر يدعو إلى السخرية، موضحًا أنْ لا علاقة بين نافورة الماء وولاعة النار، بل هما ضدان.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa