العثور على القبر السري لقائد السفينة «تايتنك»

لم يضعوا عليه «شاهدًا» منذ دفنه عام 1940..
العثور على القبر السري لقائد السفينة «تايتنك»

عثرت إحدى حفيدات قائد سفينة «تايتنك» لحظة غرقها، منذ يومين فقط على قبره في مدينة Aberdeen بالشمال الاسكتلندي، بعد أن كان مجهولًا طوال عشرات السنين، وتعرفت الحفيدة على القبر بمساعدة أحد أصدقائها، فبعد غرق السفينة «تايتنك» ومقتل 1517 من بين من كانت مبحرة بهم في 1912 إلى نيويورك، تم الكشف عن قبر اتضح أنه لمن كان يقود السفينة ويقف خلف دفّتها لحظة ارتطامها بجبل جليدي أحدث بهيكلها تشققات، فانجرفت إلى مثواها المائي الأخير في الأعماق.

وتم دفنه سرًّا، وبلا شاهد يعلو القبر يدلّ على صاحبه، سوى من صليب خشبي وضعوه فوقه، ولم يكن يعلم بمكانه إلا أفراد عائلته التي أخفته حتى عن ابنيه وأحفادهما، لكن حفيدة منهم علمت بمساعدة خارجية بالقبر، فقررت الكشف عنه، ووضعت الأربعاء شاهدًا عليه يشير إلى أنه لجدها الأكبر قائد الدفة، وفق ما نقلت «العربية» من الإعلام البريطاني، أن العائلة كانت تخشى أن يعلم بمكانه الغاضبون، فينبشون القبر انتقامًا ويعبثون فيه، لأن قائد الدفة Robert Hichens كان نوعًا من وصمة عار.

وكان قائد «تايتنك» لحظة غرقها أول المغادرين للسفينة بقارب نجاة، مع أن ربانها عيّنه لحظة الكارثة مسؤولًا عن وضع 28 امرأة وطفلًا في القارب رقم 6 ليلحقوا على متنه بقارب آخر كان أمامهم، إلا أنه تسلّل إليه واندسّ بين من كان فيه، ورفض العودة حين صرخ به ربان السفينة بمكبر الصوت، وأمره مرارًا بأن يعود، وهذه من اللقطات المؤثرة في فيلم شهير، أنتجوه باسم Titanic في 1997 عن الكارثة، وفيه مثّل البريطاني Paul Brightwell دور قائد الدفة الذي نراه في لقطة من الفيلم يغادرها بالقارب مع نساء، طلبت منه إحداهن أن يمتثل لأمر القبطان ويعود، فرفض.

وتوفيت الراكبة الأمريكية «Margaret Brown»، التي نال منها سرطان الدماغ في 1932 بعمر 65 سنة، وقبل وفاتها شهدت في كل مناسبة على ما فعله قائد الدفة، وفقًا لما قرأت «العربية» بسيرتها الواردة «أونلاين» بعدد من اللغات، وفيها نجد ما ذكره غيرها من الناجين أيضًا، من أن قائد الدفة تخلّى عن زملائه من أفراد الطاقم وتركهم يجهدون ويضحون بحياتهم واحدًا بعد آخر، من دون أن ينجو منهم أحد، وقبل غرقهم وضعوا في القوارب أكبر عدد من النساء والأطفال، وأنقذوا أكثر من 700 راكب من موت حاسم. أمّا قائد الدفة، فكانت حياته التي أنقذها أسوأ مما كان يتصور.

وتوضح المعلومات عن «روبرت هيتشنز» أنه عاش بعد الكارثة كئيبًا يعاني من مشكلات صحية وعقلية، فأدمن على الكحول وتشرد، وعمل أحيانًا كخادم في سفن للشحن ببداية الحرب العالمية الثانية، حتى عثروا عليه في 1940 ميتًا بعمر 58 سنة داخل حاوية خشبية، على متن سفينة شحن باسكتلندا، داهمته فيها نوبة قلبية.

وقالت مجلة «The Maritime Executive»،الأمريكية، إنه خضع في الولايات المتحدة للمساءلة عن نجاته من «تايتنك» ومثلها ثانية في بريطانيا، وأن حياته كانت بحثًا بلا طائل تقريبًا عن عمل، واشترى في إحدى المرات مسدسًا، دفع ثمنه 5 جنيهات إسترلينية ليقتل به أحدهم اسمه Harry Henley من دون أن يذكر الموقع سبب رغبته بقتله، إلا أن محاولته أدّت إلى اعتقاله وسجنه في 1933 مدة 4 سنوات، وسبق لزوجته وابنيه أن انفصلوا عنه في 1931 للعيش في مدينة Southampton بالجنوب البريطاني، كما أتت المجلة على ذكر إدمانه الكحول وعلى اضطراب حالته المادية، وعيشه الكئيب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa