حذر أول تقرير مناخي شامل للأمم المتحدة منذ سبعة أعوام اليوم الاثنين، من أن تغير المناخ الناجم عن السلوك البشري: "يؤثر على كل منطقة مأهولة بالسكان في جميع أنحاء العالم" ويزيد من تواتر تغيرات الطقس المتطرفة - مثل موجات الحرارة والأمطار الغزيرة والجفاف والأعاصير المدارية.
وقال التقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها: "من المؤكد عمليا أن الظواهر الحارة (بما في ذلك موجات الحر) أصبحت أكثر تواترا وشدة في معظم مناطق اليابسة منذ خمسينيات القرن العشرين، في حين أن ظواهر البرودة المتطرفة (بما في ذلك الموجات الباردة) أصبحت أقل تواترا وأقل حدة".
وكتب علماء المناخ الذين صاغوا التقييم، والذي سيتم تسليمه في أربعة أجزاء حتى عام 2022، أن أحداث هطول الأمطار الغزيرة زادت تكرارا وشدة على معظم مساحة الأرض منذ عام 1950.
وعلاوة على ذلك، أفادوا بأنه "من المحتمل أن تكون النسبة العالمية لحدوث الأعاصير المدارية القوية (الفئة من 3 إلى 5) قد زادت خلال العقود الأربعة الماضية، وأن منطقة خط العرض التي تصل فيها الأعاصير المدارية في شمال غرب المحيط الهادئ إلى ذروتها قد تحولت شمالا".
وجاء في التقرير أن "نطاق التغيرات الأخيرة في جوانب النظام المناخي ككل ... غير مسبوقة منذ قرون أو عدة آلاف من السنين".
وكتب واضعو التقرير أنه في ضوء الأدلة المتاحة، فإن لديهم "ثقة عالية" في أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت أعلى في عام 2019 مما كانت عليه في أي مرحلة خلال مليوني عام على الأقل، كما أن درجة حرارة سطح الأرض "ارتفعت منذ عام 1970 بشكل أسرع مقارنة بأي 50 عاما أخرى خلال الألفي عاما الماضية على الأقل".
وقام 234 خبيرا من 66 دولة بكتابة التقرير الذي يعد الأكثر شمولا الذي تصدره اللجنة التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2013.
وأشار الخبراء إلى أنه "من المرجح جدا" أن يكون التأثير البشري هو السبب الرئيسي لانحسار الأنهار الجليدية حول العالم على مدار العقود الثلاثة الماضية، وذوبان الغطاء الجليدي الهائل في جرينلاند، وتراجع الغطاء الثلجي الربيعي في أمريكا الشمالية.
وكانت الدول قد حددت في اتفاقية باريس 2015 درجة الحرارة بأقل من 2 درجة مئوية، والأفضل 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وفي حال لم يحدث ذلك، فإن الإجماع هو أن الطقس المتطرف ، بما في ذلك حدوث موجات جفاف وفيضانات، سيصبح أكثر شيوعا، وسترتفع مستويات البحر وستختفي ثلوج القطب الشمالي، ولن تتمكن الكثير من المزروعات والحيوانات من التكيف.
وأشار التقرير الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن الحد من ارتفاع مستوى درجة الحرارة لهذه المستويات يتطلب إجراء عاجلًا وقويًا.
وجاء في التقرير "درجة حرارة سطح الأرض سوف تستمر في الزيادة حتى منتصف القرن على الأقل وفقا لسيناريوهات الانبعاثات المأخوذة في الاعتبار"، وذلك في إشارة إلى نماذج المحاكاة المناخية الجديدة التي تقيم تأثير معدلات مختلفة للانبعاثات السنوية المستقبلية من مرتفع للغاية إلى منخفض للغاية.
ووفقا لسيناريو الانبعاثات المرتفعة للغاية، سترتفع درجة الحرارة بواقع 5.7 درجة بحلول نهاية القرن. ووفقًا لسيناريو الانبعاثات الأقل قد ترتفع درجة الحرارة بواقع 1 و 1.8 درجة بحلول عام 2100 بالمقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.