يحضر الديمقراطيون في الكونجرس لمحاولة ثانية لعزل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من البيت الأبيض، ويعدون مواد الإقالة لتقديمها إلى مجلس النواب، في أعقاب اقتحام مبنى الكونجرس في العاصمة واشنطن على يد مؤيدي ترامب.
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، اليوم الأحد، عن مساعدين لنواب ديمقراطيين أنهم جمعوا أكثر من 170 توقيعا لدعم تحرك الإقالة خلال يومين، في إشارة إلى الغضب الشديد بين أروقة الكونجرس من أحداث نهاية الأسبوع الماضي.
وذكرت أن ديفيد سيسيلين، العضو في اللجنة القضائية بمجلس النواب، وزع مواد العزل بين زملائه، الجمعة، متهمًا الرئيس ترامب بـ«التحريض عمدًا على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة».
ولم تعلن رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بعد ما إذا ستجري عملية تصويت على مواد العزل، لكنها أعربت عن دعمها للمضي قدمًا في العملية، إذا لم يقدم الرئيس ترامب استقالته، وهو مطلب لم يبد الرئيس المنتخب، جو بايدن، دعمه له مفضلًا التركيز على العملية الانتقالية.
ومن شأن عملية التصويت هذه أن تحصل على تأييد داخل مجلس النواب، ذي الأغلبية الديمقراطية، ما يجعل الرئيس ترامب الأول في التاريخ الأمريكي الذي يتم عزله مرتين. وبعدها سينتقل التصويت إلى مجلس الشيوخ، الذي لن ينعقد قبل يوم التاسع عشر من يناير، وهو اليوم الذي يسبق تنصيب بايدن رسميًا.
يعني هذا أن تناول القضية سيقع على عاتق مجلس الشيوخ بعد تولي بايدن مهامه رسميًا، وفي حال تم إدانة ترامب، سيصوت المجلس على منعه من الترشح مجددًا للرئاسة في العام 2024.
وأثارت الأحداث موجات من الإدانة اللاذعة للرئيس ترامب من الحزبين لدوره في تحريض مؤيديه خلال تظاهرة اندلعت، الأربعاء الماضي، في واشنطن.
وداخل الحزب الجمهوري، الذي ينتمي اليه ترامب، زادت مطالب النواب للرئيس بتقديم استقالته، أو سيضطرون إلى دعم تحرك العزل. وقال النائب عن بنسلفانيا، بات تومي: «الرئيس ارتكب جرائم تستوجب العزل»، فيما قال النائب بين ساسي إنه «سيدرس بالتأكيد مراد العزل التي يقدمها الديمقراطيون».
وفيما يدفع أعضاء من الكونجرس لعزل الرئيس ترامب بسبب ما اعتبروه «تحريض على العصيان»، تواصل وكالات تطبيق القانون عملها في اعتقال المسؤولين عن اقتحام مبنى الكونجرس وأعمال العنف التي صاحبت ذلك وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، أمس السبت، اعتقال ثلاثة آخرين لهم صلة بأعمال الشغب، بينهم مؤيدون لحركة «كيو أنون».
وتأتي أحداث واشنطن بعد أسابيع من محاولة ترامب عكس نتائج الانتخابات الرئاسية، مع إثارة مزاعم بحدوث تزوير.
اقرأ أيضًا