كل ما تريد معرفته عن العلاج بالزيوت العطرية

لا سيَّما إنعاش المزاج والحد من القلق
كل ما تريد معرفته عن العلاج بالزيوت العطرية

في السنوات الأخيرة، تم الالتفات إلى الزيوت العطرية المشتقة من النباتات، والحديث حول قدرتها على فعل كل شيء تقريبًا، سواء إنعاش المزاج أو تقليل القلق، وصولًا إلى تنظيف الأرضيات المتسخة.

ولذلك أصبحت الزيوت العطرية مرادفًا للعافية، ولكن هل هي علاج شامل أم أنها مخطط تسويق من الشركات المنتجة ليس إلا؟.

في الواقع، يمكن أن تلعب الزيوت الأساسية دورًا قويًا في تعزيز الصحة، حيث تشير الأبحاث إلى أنها تتمتع ببعض الوظائف الدوائية القوية، لكن الحماسة عبر الإنترنت وما تثيره الحملات الإعلانية واستراتيجيات التسويق متعددة

المستويات، جعلت من الصعب الحكم بوضوح، بعد أن جعلت الزيوت الأساسية الخيار الأول لتعزيز الصحة والعلاج، بينما يؤكد الأطباء أن الوصفات الطبية هى الأكثر فعالية في علاج بعض الأمراض.

في حين يتطلب استخدام الزيوت بأمان وفعالية معرفة أساسية حول ما هي، وكيف تعمل، وكيف يمكن دمجها بأمان في الحياة اليومية، ذلك لأن الزيوت الأساسية يمكن أن تكون أدوية قوية لبعض الحالات، ما يعنى أن الاستخدام غير المسؤول يؤدي إلى مشكلات كالسمية والحساسية، وفي هذه السلسلة المتتابعة نقدم إليك ما تحتاج إلى معرفته حول العلاج العطري، للاستفادة من فوائده مع تجنب مخاطره المحتملة.

كيف تعمل الزيوت العطرية؟

كمركبات نباتية نشطة تعطي نباتات معينة رائحة تميزها وتحمل بصمتها الخاصة، وحسب الخبراء فإنها تؤدي إلى استجابات على المستويات البيولوجية والعاطفية والعقلية والروحية، فهذه الزيوت النباتية العطرية لديها القدرة على تغيير علاقتنا مع بيئتنا وأنفسنا، فهي مثلًا تدعم الصحة النفسية عبر حواسك الشمية، حيث ترتبط الرائحة بالجهاز الحوفي، وهي منطقة في الدماغ تتعامل مع العواطف والذكريات.

وهذه هي النظرية العصبية للعلاج بالروائح، فالروائح لها القدرة على نقل شعورك إلى لحظة معينة، وهذا هو السبب مثلًا في أن رائحة كعك رقائق الشكولاتة محلية الصنع قد تجعلك تشعر بأنك في عمر 8 سنوات من جديد، وتذكرك بذكريات مرتبطة بهذه الرائحة فى الطفولة، فشم رائحة الأشياء التي تحبها سيقلل من الإجهاد، ويشغل دماغك بالتفكير في أشياء أخرى أكثر سعادة.

ثم هناك القدرة الدوائية في بعض الزيوت العطرية الأساسية، كزيت شجرة الشاي مثلًا الذى يمكن استخدامه موضعيًا لمكافحة فطريات القدم الرياضي، فيما تبين أن الزيوت الأخرى لها خصائص مضادة للالتهاب.

كما تحدثت 16 دراسة أن زيت النعناع قد يكون العقار المفضل الأول بين المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث يعتقد أنه يعمل عن طريق الحد من تقلصات العضلات في الجهاز الهضمي، وهو ما يشبه طريقة عمل المستحضرات الدوائية للحد من هذه الأعراض. 

كما وجدت دراسة قائمة على مراجعة البيانات عام 2010 أن كبسولات زيت اللافندر التي تؤخذ عن طريق الفم؛ يمكن أن تكون فعالة كالعلاج الدوائي في الحد من أعراض القلق.

كما تستخدم الزيوت العطرية كمبيدات آفات منخفضة المخاطر في بعض الممارسات الزراعية.

لكن ما يثير الخبراء حقًا هو الدور المحتمل لهذه الزيوت في مكافحة المقاومة للمضادات الحيوية، حيث تفترض بعض البحوث التجريبية أن استخدام الزيوت الأساسية بالاشتراك مع المضادات الحيوية التقليدية يعزز النشاط المضاد للميكروبات.

ولكن المشكلة أن قوة الزيت تؤدي إلى قتل الجراثيم، وهي سمة نرحب بها عندما نريدها أن تقتل الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو الحشرات، ولكن الخلايا البشرية تشترك في بعض الخصائص مع هذه الكائنات الصغيرة جدًا، وبعبارة أخرى فإن الزيوت العطرية تمتلك أيضًا القدرة على تدمير الكائنات الحية الأخرى، سواء كانت مسببات الأمراض الخطرة أو حتى البشرة البشرية الحساسة، فالزيوت لا تميز، ولذلك عندما يتعلق الأمر باستخدام الزيت الضروري، فإن المعرفة هي المفتاح لأنها مكونات كيميائية معقدة يمكننا استخدامها لمصلحتنا، شريطة الحذر والمعرفة.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa