تيبور ناجي.. أمريكا تدفع بـ«لاجئ سابق» لحل أزمة السودان

السفير المتخصص يحاول قطع الطريق على الصين
تيبور ناجي.. أمريكا تدفع بـ«لاجئ سابق» لحل أزمة السودان

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن مساعد وزير الخارجية تيبور ناجي، الذي يعد من أكبر الدبلوماسيين الأمريكان المتخصصين في الشأن الإفريقي، سيسافر إلى السودان، على هامش الأزمة الدائرة حاليًّا بين المعارضة والمجلس الانتقالي.

وقال تيبور ناجي (مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية)، في وقت سابق، «إن أي قرار باستخدام العنف ضد المعتصمين سيؤثر على كل نواحي العلاقات الثنائية مع حكومة السودان...»، واستقبل في واشنطن ممثلين عن الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا والهيئة الحكومية للتنمية (IGAD) والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والنرويج، وذلك لمناقشة الأوضاع في السودان.

وجرى الاتفاق (في حضور المسؤول الأمريكي) على تنسيق الجهود لتشجيع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير على التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت ممكن على حكومة مؤقتة بقيادة مدنية، والترحيب بالاتفاقات الأخيرة بين المجلس العسكري والحرية والتغيير بشأن المؤسسات الحاكمة الجديدة.

وعبروا عن دعمهم الكامل لجهود الاتحاد الإفريقي بما يتماشى مع بيان مجلس السلام والأمن الصادر في 30 أبريل، بما في ذلك الموعد النهائي في 30 يونيو للانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية، وقال تبور ناجي إن الحاضرين اتفقوا على دعوة المجلس العسكري للسماح بالاحتجاجات السلمية ومحاسبة المسؤولين عنها.

ووفقًا للمسؤول الأمريكي، ناقش المجتمعون طرق دعم حكومة مؤقتة يقودها المدنيون لتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وبناء المؤسسات اللازمة لفترة انتقالية مستقرة تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة، وتسهيل النمو والازدهار الاقتصادي، قبل إعلان الحرية والتغيير البدء في حملات ترويجية للعصيان المدني بالخرطوم والولايات.

وتم تعيين الدبلوماسي الأمريكي، تيبور ناجي، مساعد لوزير الخارجية للشؤون الإفريقية، بقرار من الرئيس دونالد ترامب, خلفًا لـ«دونالد ياماموتو»، السفير الأمريكي بالصومال، قبل اعتماد الترشيح من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي؛ حيث يحظى «ناجي» بدعم الأعضاء الجمهوريين المؤثرين في مجلس الشيوخ، مدعومًا بخبرة كبيرة في شؤون القارة الإفريقية.

ويجمع «ناجي»، الذي قضى فترة كبيرة من حياته في متابعة الشؤون الإفريقية بين الخرتين الاقتصادية والأمنية؛ حيث تولى، في وقت سابق، منصب سفير الولايات بإثيوبيا وغينيا ومناصب دبلوماسية أخرى في زامبيا، نيجيريا، سيشيل، والكاميرون، كما عمل بمكتب إفريقيا في وزارة الخارجية في واشنطن.

وفيما شغل السفير تيبور ناجي موقع نائب رئيس جامعة تكساس للتكنولوجيا للشؤون الدولية، تراهن الولايات المتحدة «ناجي»، في إحداث تغيير في المشهد المطرب في السودان، بما يخدم المصالح الأمريكية في مواجهة التأثير المتزايد للصين في السودان وعموم القارة الإفريقية.

يقول ناجي عن نفسه: «جئت إلى الولايات المتحدة لاجئًا سياسيًّا عام 1956.. كان والدي عضوًا رفيع المستوى في الجيش المجري، وفي عام 1956، عندما قرر الشعب المجري محاولة التخلص من الاحتلال السوفييتي والتخلص من الشيوعي قرر والدي الانضمام إلى الشعب بدلًا من المحتلين...!».

وأضاف: «بعد عودة السوفييت مع 2000 دبابة، عرف والدي أنه سيُتهم بالخيانة ويُعدم، لذا أخذني خلال نوفمبر 1956 في نزهة انتهت في النمسا، ثم الولايات المتحدة، وأجمل ما في أن السفارة الأمريكية في فيينا ساعدتنا كثيرًا.. كان حلمي أن أصبح دبلوماسيًّا أمريكيًّا، وقد تحققت بعض الأحلام.. عملت، أولًا، في مؤسسة تكساس للتكنولوجيا كمدرس.. عدت إلى واشنطن وتم قبولي في وزارة الخارجية...».

وتابع: «قضيت أكثر من 30 سنة في إفريقيا.. كنت محظوظًا للغاية، وأكملت الدورة في البلدان التي لديها الكثير والكثير من اللاجئين، وجعلت منها نقطة لزيارة كل مخيم للاجئين في البلدان التي خدمت فيها؛ لأنني، على حد علمي، سفير الولايات المتحدة الوحيد في الإنفاق في مخيم للاجئين كلاجئ، ليس فقط كزائر.. سنحت لي هذا الأسبوع ولأول مرة فرصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأسلط الضوء على المصالح الأمريكية في هذه القارة والتزامها بها...».

ويتبنى «ناجي» أجندة معلنة تشمل «تعزيز تجارة وروابط تجارية أقوى بين الولايات المتحدة وإفريقيا من خلال إنشاء مجال للمنافسة المتكافئة عبر مختلف الأسواق الإفريقية؛ والاستفادة من إمكانات العدد الهائل من الشباب في إفريقيا كقوة تخدم البراعة الاقتصادية والازدهار، بما يعكس التطرف العنيف واليأس في أوساطهم؛ والدفع قدمًا بالسلام والأمن من خلال شراكات قوية مع الحكومات الإفريقية من خلال الآليات الثنائية والإقليمية؛ والأهم، إعادة التأكيد على أن التزام الولايات المتحدة لا يتزعزع تجاه إفريقيا».

يرى من واقع خبرته الدبلوماسية والأكاديمية أن «إفريقيا تقف بالفعل عند مفترق طرق حاسم وسيكون للاتجاه الذي ستسلكه في السنوات القليلة المقبلة تأثير كبير - سواء كان هذا التأثير جيدًا أو سيئًا، وليس على القارة فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم...».

ويدعم «ناجي» توجه المزيد من الشركات الأمريكية صوب إفريقيا، من خلال خلق فرص العمل اقتصادات متنامية مدفوعة جزئيًّا بزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر؛ ودعم المناخ الاستثماري، الذي سيعود على الحكومات الإفريقية الأكثر انفتاحًا على الشراكة مع القطاع الخاص، ولا سيما قطاع الأعمال في الولايات المتحدة، بالعديد من الفوائد.

ويركز «ناجي» على ملفات السلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي، والتعاون التجاري بين دول منطقة شرق إفريقيا، والولايات المتحدة، في توقيت مهم؛ تشهد فيه القارة الإفريقية تحولات وتغيرات، وتؤكد دعم الإدارة الأمريكية للتحول الجاري في المنطقة؛ الأمر الذي من شأنه إعادة تشكيل التحالفات والتوازنات في المنطقة؛ لمواجهة نفوذ دول أخرى؛ يتصدرها الصين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa