يتداول مستخدمو المنصات الاجتماعية، عددًا لا حصر له من المعلومات الزائفة، حول فيروس كورونا المستجد، وسط مخاوف من انعكاس هذه الأخبار على التزام الناس بالإجراءات الوقائية.
وفنّد موقع ميديكال نيوز توداي، ما وصفها بعشر خرافات رائجة بقوة حول الفيروس الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي، ثم تحول إلى جائحة عالمية.
أولى هذه الخرافات، أن عدد الإصابات بـفيروس كورونا صار يزيدُ على نحو ملحوظ دون أن ترتفع نسبة الوفيات الناجمة عنه، كما هو الحال في الولايات المتحدة؛ لكن هذا الادعاء ليس دقيقًا؛ لأن سبب ارتفاع عدد المصابين الجدد وتراجع نسبة الوفيات أو استقرارها، يرجع إلى زيادة عدد الفحوص، مقارنة بما كان متاحا في بداية الوباء، وهذا الأمر يعني أن الهيئات الصحية باتت قادرة بشكل أكبر على رصد حاملي الفيروس وعلاجهم.
أما الخرافة الثانية فهي أن الفيروس ليس مميتًا كما جرى تصويره بمبالغة، وهذا الرأي مغلوط بحسب خبراء الصحة؛ لأنه يتغاضى عن عدد كبير من الوفيات حتى وإن بدت النسبة المئوية منخفضة.
ويقول الباحثون: إن تقدير نسبة الوفيات الناجمة عن الفيروس ليس بالأمر السهل، لا سيما أن الوباء لم ينتهِ بعد، أي أن التطورات ما زالت تحصل يومًا بعد الآخر.
أما من يقولون إن فيروس كورونا فليس مميتًا بشكل كبير، فتطلعهم الأرقام على أن الوباء حصد أرواح أكثر من 227 ألفًا في الولايات المتحدة لوحدها، في حين أن الإنفلونزا الموسمية كانت تقتل ما يتراوح بين 12 و61 ألفًا في السنة، خلال السنوات الماضية.
وفي شأن الخرافة الثالثة التي تزعم، أن كورونا مجرد إنفلونزا عادية، يقول الخبراء: إن المرضين يختلفان اختلافًا كبيرًا؛ لأن مصابي الإنفلونزا الموسمية لا يحتاجون بشكل كبير إلى دخول المستشفى كما يحصل في حالة كورونا، كما أن عددًا ممن تعافوا من الفيروس أبلغوا عن تبعات مزمنة ترافقهم حتى الآن مثل صعوبات في التنفس والشم ونحو ذلك، وهذا يعني أن المرض ليس عابرًا وبسيطًا، كما يزعم البعض.
والخرافة الرابعة هي أننا أصبحنا قريبين من تحقيق المناعة الجماعية أو ما يعرف بـ«مناعة القطيع» أي أن أغلب الناس أصيبوا وتعافوا واكتسبوا مناعة ضد الفيروس، وحسب موقع ميديكال نيوز تو داي، فإن هذا الأمر ليس صحيحا لأن الوصول إلى هذه المناعة يستوجب أن يُصاب ويتعافى ما يقارب 70% من شعب معين حتى يصبح محصنا، أي ما يناهز 200 مليون في حالة الولايات المتحدة.
وخامس الخرافات، تشير إلى أن تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي يؤدي إلى ضعف جهازنا المناعي، وهذا الأمر غير صحيح لأن تفادي الأشخاص المرضى أو من يُحتمل أن يكونوا مرضى، أمرٌ يقوم به البشر منذ قرون، أما جهازنا المناعي فيتأقلم مع الوضع الذي نصبح فيه حتى يكون جاهزا لأداء وظيفته، وبالتالي، فإن صحتنا لن تتأثر؛ لأننا لم نعد نقترب أكثر من الآخرين.
وفي نظرية من نظريات المؤامرات، يقول البعض إن موجات وترددات شبكة الجيل الخامس من الاتصالات تزيد من انتشار الفيروس، لكن هذا الرأي لم يصدر عن أي مؤسسة بحثية أو علمية ويروج فقط وسط المنصات والمهووسين بنظرية المؤامرة، وهذه هي الخرافة السادسة.
وفي سابع الخرافات، يروج البعض إلى أن ضرر الكمامات أكبر من نفعها، لكن خبراء الصحة يوصون بارتدائها ويؤكدون نجاعتها في كبح انتشار العدوى، وهذه الفائدة هي التي تجعل الجراحين يرتدونها خلال العمليات الجراحية، حتى يحموا المريض، وفي نهاية المطاف، لا تتأثر صحتهم سلبا ولا يشهدون أي هبوط في مستوى الأوكسجين كما لا يعانون ارتفاعا في ثنائي أكسيد الكربون.
والخرافة الثامنة أن الطب يستطيع معالجة مرض كوفيد-19 في الوقت الحالي، وهذا غير صحيح أيضًا؛ لأن ما يقوم به الأطباء حاليا هو منح أدوية خاصة بأمراض أخرى، أي أن الحل مؤقت فقط.
وتاسع الخرافات أن الشركات الكبرى لا تريد منح اللقاح رغم نجاحها في تطويره، وما يغفله هؤلاء هو أن التجارب السريرية تستغرق وقتا طويلا، ربما يصل إلى سنوات في حالة تطوير الأدوية، والسبب هو الحرص على تفادي أي مضاعفات محتملة، سواء للقاحات أو للعقارات.
وفي الخرافة الأخيرة، نجد أن البعض ينظرون إلى دواء الستيرويد بمثابة دواء فعال بنسبة 100% في التصدي لاستجابة الجهاز المناعي المبالغ فيها عند إصابة الجسم بفيروس كورونا.
ويؤكد الأطباء أن هذا العلاج أظهر نتائج مشجعة حتى الآن، لكن نجاعته ما زالت تحتاج إلى مزيد من الدراسات.
اقرأ أيضًا: