فرضته السعودية بأمر من الملك.. هذه قصة أول منع تجول في الإسلام

والي البصرة أقره للحد من الفوضى..
فرضته السعودية بأمر من الملك.. هذه قصة أول منع تجول في الإسلام

جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمنع التجول للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، ابتداءً من الساعة الـ 7 مساءً وحتى الساعة الـ 6 صباحًا لمدة (21) يومًا، انطلاقًا مما يوليه خادم الحرمين، من حرص بالغ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، للحد من انتشار فيروس كرونا الجديد.

وبهذا القرار انضمت السعودية إلى أكثر من 10 دول فرضت – كليًا أو جزئيًا - منع التجول على مواطنيها وتقييد حركتهم، بما يضمن السيطرة على العدوى وتحجيم فرص انتشارها ضمن خطة الطوارئ الصحية.

ويعني منع التجول بالدرجة الأولى بتقييد حركة المواطنين ومنعها في أي ظرف استثنائي، ويكون ضمن مدى زمني محدد مثل فرضه عدة أيام أو ساعات محددة، فيما تحدد كل دولة الظروف التي يمكن أن تفرض فيها منع التجول.

ومنع التجول ليس جديدًا على التاريخ العربي الإسلامي؛ فأول من اخترع وسن قانون منع التجول هو والي البصرة زياد بن أبيه المولود بمدينة «الطائف» الذي عينه معاوية بن أبي سفيان واليًا على البصرة في عام 45 للهجرة، وفقًا لقناة «العربية».

والي البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان أول من فرض منع التجول

عندما تولى زياد بن أبيه إمارة البصرة في العراق، لاحظ فوضى عارمة وعصيان واكتظاظ السكان، فقرر فورًا فرض منع التجول بكلمات قليلة، إذ خطب في الناس يوم الجمعة في مسجد البصرة في خطبة سموها «البتراء» لأنه لم يبدأها بحمد الله والثناء على النبي.

وقال زياد بن أبيه قبل فرض منع التجول في خطبته: «أما بعد، فإن الجهالة الجهلاء والضلالة العـمياء والغيّ الموفي بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور التي يشب فيها الصغير ولا يتحاشى عنها الكبير، كأنكم لم تقرأوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد من الثواب الكريم لأهل طاعته والعذاب الأليم لأهل معصيته».

خطبة والي البصرة التي أقر فيها قانون منع التجول

وتابع ابن أبيه في خطبته عن فرض منع التجول: « إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف وشدة في غير عنف، وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى والمقيم بالظاعن والمقبل بالمدبر والمطيع بالعاصي والصحيح بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: انج سعد، فقد هلك سعيد أو تستقيم قناتكم».

ثم اختتم والي البصرة بإعلان أول قانون منع تجول، قائلًا: «وإياي ودلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه، وإياي ودعوى الجاهلية فإني لا أجد داعيًا بها إلا قطعت لسانه، ولقد أحدثتم أحداثًا لم تكن، ولقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة، فمن غرَّق قومًا غرّقناه، ومن أحرق قومًا أحرقناه، ومن نقب بيتًا نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبرًا دفناه فيه حيًا، وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي».

وبالفعل أعدم زياد بن أبيه ثلاثة أشخاص في البصرة خرقوا منع التجول، أحدهم كان أعرابيًا وجدوه سائرًا في الطريق يجري خلف عنزته، واثنين من العمال السود العائدين للتو من بساتين نخيل يملكها أحد القرشيين.

وكانت نحو 11 دولة في العالم لجأت إلى فرض منع التجول وتقييد حركة مواطنيها منهم 4 دول عربية، بعدما تضاعفت معدلات الإصابة المؤكدة بالفيروس وتجاوزت الوفيات حاجز 11 ألف حالة، للحد من انتشار وانتقال العدوى بفيروس كورونا للحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين، فيما سنت دول عقوبات صارمة لمن يخرق منع التجول.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa