قال مراقبون إن انتخاب بيني جانتس (زعيم حزب أزرق أبيض، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) رئيسًا للبرلمان (الكنيست) بمثابة "مناورة مفاجئة يمكن أن تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة تبقي الزعيم المخضرم، نتنياهو، في السلطة".
وكان جانتس يستبعد العمل مع نتنياهو، مشيرًا إلى محاكمة رئيس الوزراء التي تلوح في الأفق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ينفيها نتنياهو، وضغط الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عليهما لتوحيد قواهما.
وتم انتخاب جانتس بدعم جزئي من حزبه "أزرق أبيض" وبتأييد من حزب ليكود الذي يتزعمه نتيناهو، ليترك الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي كثيرًا من حلفائه السياسيين يستشيطون غضبًا لتمهيده الطريق أمام شراكة مع رئيس وزراء يواجه لائحة اتهام في قضايا جنائية.
وأوقع هذا التطور المفاجئ، بحسب وكالة رويترز، خلال دراما سياسية استمرت 48 ساعة، حزب أزرق أبيض في حالة من الارتباك. لكن خطوة جانتس أبقت الباب مفتوحًا أمام إمكانية أن يتبادل مع نتنياهو رئاسة الحكومة.
وكان كل منهما يصرّ على أن يشغل المنصب أولا بعد ثلاث جولات من الانتخابات العامة غير الحاسمة خلال أقل من عام، ويأتي التطور بعد عام من الجمود السياسي شهد إجراء ثلاثة انتخابات غير حاسمة. ولا توجد رغبة في إجراء جولة رابعة.
وتواجه إسرائيل تفشي فيروس كورونا مع تأكيد أكثر من 2600 حالة إصابة وثماني وفيات ووضع معظم أنحاء البلاد في حالة إغلاق جزئي أثّرت بشكل كبير على الاقتصاد، وقال جانتس أمام البرلمان وهو يقبل منصب رئيس الكنيست: "هذه ليست أيامًا عادية".
وأضاف جانتس: "تستلزم منا اتخاذ إجراءات استثنائية. ومن ثم كما قلت أعتزم دراسة ودفع كل جهود تشكيل حكومة طوارئ وطنية بكل السبل الممكنة"، بينما وانتقد "يائير لابيد"، أحد حلفاء جانتس في حلف أزرق أبيض هذا التحرك.
وقال "يائير لابيد"، في بيان: "ما يتشكل اليوم ليس حكومة وحدة أو حكومة طوارئ. هذه حكومة أخرى لنتنياهو. بيني جانتس استسلم من دون معركة وزحف إلى حكومة نتنياهو"، بينما اقترح نتنياهو حكومة "طوارئ وطنية" مع جانتس لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسرائيل بنيامين نتنياهو، محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء المكلف بيني جانتس، وهي المحادثات التي وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها تأتي في إطار السعي إلى تشكيل حكومة وحدة طارئة.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجانبين أعطيا توجيهات لفريقيهما التفاوضيين لعقد لقاء، اليوم الخميس، لتشكيل حكومة وحدة، وأن ممثلين عن الجانبين كانوا بالفعل يُجرون مفاوضات سرية، إلا أن هذه المحادثات ستصبح رسمية بدرجة أكبر.