غزة.. لماذا قصد الملوك وجيوش العالم أقدم مدن التاريخ؟

بوابة العرب القديمة على البحر المتوسط
غزة.. لماذا قصد الملوك وجيوش العالم أقدم مدن التاريخ؟

على الرغم من صغر الحجم الجغرافي لمدينة غزة الفلسطينية، التي تعد من أقدم مدن التاريخ؛ فإنها كانت مقصد جيوش وعبور وإقامة الملوك فهي تقود إلى أفريقيا، ومنها يتم الدخول إلى مصر، وتعتبر بوابة العرب القديمة على البحر المتوسط.

وبحسب مؤرخين فلسطينيين، فإن العرب والمصريين كانوا أقدم الوافدين إلى غزة، وأنه قد ورد اسم غزة، في ألواح تل العمارنة الفرعوني، بما يشبه اسمها الحالي: هازاتي، أو عزاتي، أو غزاتو، كما قال مؤرخ فلسطين الأشهر، في العصر الحديث، عارف العارف، بكتابه عن تاريخ المدينة وفقًا لـ"العربية".

وكان ملوك مصر من أوائل ملوك التاريخ الذين دخلوا غزة، حيث دخلها نحو خمسة عشر ملكاً فرعونياً، بدءاً من عام 3235، قبل الميلاد، وانتهاء بعام 664 قبل الميلاد، ومن أشهر ملوك مصر الذين دخلوا غزة، آحمس، عام 1573، قبل الميلاد، وتحوتمس الأول، عام 1539، ق.م، وتوت عنخ أمون، عام 1351، ق.م، ورعمسيس الثالث، عام 1195، قبل الميلاد.

ونظرًا لوقوع غزة، على ثلاث واجهات، هي مصر، والجزيرة العربية، والبحر المتوسط، جعلها محط أنظار ملوك وجيوش العالم القديم، وفقًا لمؤرخي الشرق القديم، ومرت فترة طويلة جدًّا، كانت فيها، غزة، إحدى أهم بقاع الأرض، حربًا واحتلالًا وصراعات مسلحة فمن أراد احتلال مصر، عليه العبور بريًّا من غزة، أما إذا أراد المصريون ردّ العدوان، فيعبرون غزة، بعد احتلالها وتأمينها، ثم المضي قدمًا إلى بر الشام وصولاً إلى الأناضول التركية، حالياً.

ومن ملوك مصر إلى ملوك آشور، فقد احتل الآشوريون غزة بقوات عسكرية ضخمة يقودها ملكهم تيغلات بلازر، عام 734 قبل الميلاد، ثم عاود الملك الآشوري، سرجون، احتلال غزة عام 720 ق.م. ويرى الإخباريون العرب والمسلمون والغربيون أن احتلال غزة من قبل ملوك الآشوريين لم يكن بحد ذاته رغبة في الهيمنة على تلك المدينة الصغيرة فحسب، بل لأنهم من خلال احتلال غزة يهدفون للقفز إلى الحبشة وليبيا ومصر وكذلك السيطرة على حركة الملاحة في البحرين الأحمر والأبيض.

كما أن من الملوك الذين دخلوا غزة، الإسكندر المقدوني الأكبر الذي احتلها عام 332 قبل الميلاد، ثم قام بإحضار عدد كبير من اليونانيين للإقامة فيها، إلى أن احتلها الرومان سنة 96 قبل الميلاد، وزارها الإمبراطور أوريليوس هادريانوس، أكثر من مرة، ونقش اسم غزة، على مسكوكات نقدية حملت اسمه.

وفتح المسلمون غزة، عام 13 للهجرة، وتعد أول مدينة فتحها المسلمون في ديار فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ يرى مؤرخون أن غزة أصبحت عربية مسلمة بعد ما كانت مسيحية في عهد الدولة الرومانية، خاصة شقها البيزنطي. وقد كتب لها الاستقرار بُعيد الفتح الإسلامي فترة طويلة، إلى أن حلت الحروب الصليبية، فتركت أثرها العميق على أبناء الأديان السماوية في المنطقة.

ومن الملوك الذين دخلوا غزة من المسلمين، صلاح الدين الأيوبي الذي عبرها مرتين، الأولى عندما سيطر على مصر، فأغار على غزة عام 1170 للميلاد 566 للهجرة، والثانية بعد معركة حطين، فاحتل غزة عام 1187 للميلاد 587 للهجرة.

والملك ريتشارد قلب الأسد، من الملوك الذين دخلوا غزة، فاحتلها عام 1191 للميلاد، وبسبب الصراع العنيف حول تلك المدينة، عقد صلاح الدين الأيوبي وقلب الأسد، معاهدة في عام 1193م، اتفق فيه الطرفان على تجريد غزة من حصونها.

ووصلت غزة من الشهرة والأهمية التاريخية إلى أن أصبح لها تقويم خاص بها عرف بالتقويم الغزّي، كما للمسلمين تقويم هجري، وللمسيحيين تقويم ميلادي، ولليهود تقويم عبري، أو التقويم القبطي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa