يدشن المنتخب السعودي الأول، مشوار المحطة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022، عندما يستدرج نظيره الفيتنامي، عند تمام الساعة التاسعة مساء اليوم الخميس، لحساب منافسات الجولة الأولى من المجموعة الثانية، في مهمة محفوفة بالمخاطر أمام كتيبة الأخضر من أجل حسم تذكرة العبور إلى قطر.
ويبحث رجال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد عن حصد أول ثلاث نقاط في عداد المجموعة الثانية من أجل شحن بطاريات الثقة لدي الفريق في مهمة شاقة تبدأ من مرسول بارك، وإرسال إنذار إلى باقي أطراف الصراع على تذاكر طوكيو بأن الصقور لن تتنازل عن البطاقة السادسة إلى المونديال.
القوة الضاربة
ونجح الأخضر في تسجيل الحضور في مرحلة الحسم لتصفيات القارة الصفراء من الباب الواسع، بعدما قبض على صدارة المجموعة الرابعة، في مسيرة مثالية جمع خلالها رفاق القائد سلمان الفرج 20 نقطة، بواقع 6 انتصارات وتعادلين، ودون أن يذق طعم الهزيمة.
ورغم البداية المتعثرة بخسارة 4 نقاط في 3 جولات، انطلق قطار المنتخب الوطني بقوة ليدهس الجميع في الطريق إلى «قطر 2022»، بعد العودة من طشقند محملًا بالنقاط الثلاث عقب الفوز الثمين خارج القواعد على حساب أوزبكستان بثلاثية مقابل هدفين، ليضرب بعدها منتخب فلسطين بخماسية دون رد، قبل أن يحقق ثلاثة انتصارات تواليًا بثلاثية بيضاء على حساب اليمن وسنغافورة، ثم الأوزبك مجددًا.
ويعوَّل رينارد على كتيبة مدججة بالنجوم سيطرت عليها طابع الاستقرار، من أجل الحفاظ على مساحة التجانس والانسجام بين العناصر المتاحة، متجاهلًا الكثير من الانتقادات على خلفية تجاهل الكثير من الأسماء التي لمعت مؤخرًا في سماء الدوري السعودي.
ورغم تعدد الخيارات الجاهزة على رقعة الفرنسي، يبدو محمد العويس هو الأقرب لحماية عرين الصقور، أمام رباعي الدفاع عبد الله مادو وعبد الإله العمري وياسر الشهراني وسلطان الغنام، وثالوث الوسط سلمان الفرج ومحمد كنو، وعبد الإله المالكي، وفي الأمام لن تخرج الخيارات عن سالم الدوسري وفهد المولد وصالح الشهري.
ويحتفظ هيرفي بالكثير من الأوراق الرابحة على مقاعد الاحتياط حسب مجريات المباراة المرتقبة، بتواجد صالح الشهري، وسامي النجعي، وعبدالرحمن غريب، إلى جانب علي الحسن، وعبدالله عطيف والأسمري وأيمن يحيى.
فوارق شاسعة
ويسعى رجال رينارد إلى تأكيد التفوق التاريخي على الضيف القادم من وسط القارة، بعدما رسخ عقدة تاريخية أمام فيتنام بالفوز في المواجهتين المباشرتين التي جمعتهما في السابق، بنتيجة 5-0 و4-0، في مشهد يعكس الفوارق التاريخية، لكن لا يجسد التغيرات الكبيرة التي طرأت على مستوى الضيوف.
وبالنظر إلى الفوارق الفنية والإمكانيات المتفاوتة والدوافع المتباينة، يبدو منتخب فيتنام مرشحًا لتلقي الهزيمة الثانية تواليًا لحساب تصفيات المونديال، بعدما أغلق تعاملات المرحلة الثانية بالسقوط أمام الإمارات بثلاثية مقابل هدفين.
وفي الوقت الذي وقع الأخضر على 22 هدفًا في مشوار المرحلة الثانية من التصفيات، مقابل 4 أهداف فقط سكنت مرمى الصقور، لم يكن الضيف الفيتنامي على نفس المستوى، حيث اكتفى بتسجيل 13 هدفًا في 8 جولات، فقط كانت كافية بالعبور إلى المرحلة الحاسمة، وفي المقابل تلقى 5 أهداف.
مهمة صعبة
ورفض رينارد، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد، مساء أمس الخميس، التقليل من قوة المنافس الفيتنامي من أجل شحذ همم الفريق لمواصلة سلسلة الانتصارات، معقبًا: «سعيد بأن نعود للتصفيات الآسيوية مجددًا من هذا الملعب مع المرحلة الأخيرة ما قبل كأس العالم 2022، لذلك من المهم أن نبدأ بداية جيدة تعزز فرصنا نحو تحقيق هدفنا».
وأضاف الفرنسي رينارد: «التصفيات النهائية صعبة وقوية على جميع المنتخبات، بالنظر إلى قوة المنافسين في المجموعة الثانية، لذلك يجب علينا أن نكون في كامل جاهزيتنا، وبتركيز عالي قبل أي مواجهة».
وأشاد رينارد بالتنظيم الدفاعي للأخضر قبل اختبار فيتنام، مؤكدًا: «التنظيم الدفاعي كان قويًا ومثاليًا في المرحلة الماضية، ولكن نسعى لمواصلة العمل الشاق، لنبدأ بأفضل مما انتهينا عليه في المرحلة الثانية».
واعترف المدير الفني الفرنسي أن الفريق يعيش أجواء مثالية في تلك المرحلة من عمر التصفيات في ظل النتائج المميزة والانضباط المسيطر على المعسكر وجاهزية كافة العناصر للدفاع عن ألوان المنتخب، مشددًا على أن لاعبي المنتخب يتمتعون بمعنويات عالية وإصرار كبير نحو تحقيق الهدف من أجل وطنهم.
انضباطية عالية
وحول قوة منتخب فيتنام الطامح إلى مقارعة كبار القارة الصفراء، أوضح هيرفي: «دون شك، يتمتع بانضباطية عالية داخل أرضية الملعب، لذا يجب أن نكون في كامل تركيزنا لنطبق ما عملنا عليه طيلة الفترة الماضية من الإعداد».
وبالنظر إلى أهمية ضربة البداية، اجتمع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل بلاعبي الأخضر قبل بداية التدريب الأخير، مؤكدًا أهمية مباراة اليوم وقوة المنتخب المنافس، معبراً عن ثقة الجميع بتلك العناصر، وأهمية كسب نقاط المباراة.
ويفتش الأخضر عن تذكرة الحضور السادس في نهائيات كأس العالم، بعد أن حجز مقعده في المونديال في خمس نسخ سابقة أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، إلا أن الحلم يمر عبر المجموعة الثانية التي تضم أيضًا، اليابان وأستراليا والصين وعمان وفيتنام.
اقرأ أيضًا:
