«مكالمة هاتفية» بين بشار الأسد وبوتين توضح تطورات الشمال السوري

مجلس الشيوخ يتحدث عن تورط حكومة أردوغان في «تطهير عرقي»
«مكالمة هاتفية» بين بشار الأسد وبوتين توضح تطورات الشمال السوري

كشفت مكالمة هاتفية بين الرئيس السوري، بشار الأسد، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تطورات الأوضاع في منطقة الشمال السوري، وذكرت وكالة الأنباء الحكومية السورية «سانا»، أنه خلال الاتصال أكد «بوتين»، «وحدة وسيادة سوريا أرضًا وشعبًا»، وأن «أي اتفاق يتعلق بالمنطقة سيركز على محاربة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، وتفكيك أي أجندات انفصالية على الأراضي السورية».

في المقابل، أكد الأسد «الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة»، وشدد على أن «أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون مسؤولية فيما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن»، وأكد «عودة السكان إلى مناطقهم لإيقاف أي محاولات سابقة لأي تحول ديموغرافي حاول البعض فرضه، مع استمرار سوريا في مكافحة الإرهاب والاحتلال على أي شبر وبكل الوسائل المشروعة».

إلى ذلك، قال جيمس جيفري، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا إن «فرص إنهاء الهجوم -الغزو- التركي في الشمال السوري باتت أفضل، مقارنة بالأسبوع الماضي»، لكنه أوضح أن «وقف إطلاق النار بشكل دائم سيعتمد على التزام الطرفين بشروط الهدنة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة قبل أيام».

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الشيوخ الأمريكي، الذي أثار عدد من أعضائه مسألة تورط حكومة أردوغان في عمليات «تطهير عرقي»، بحق الأكراد، فيما وأوضح «جيفري»، أن الموقف الأمريكي «في وضع أفضل الآن عما كنا عليه قبل أسبوع.. ننظر إلى وقف إطلاق النار، أعتقد أننا قمنا بعمل جيد وأوقفنا هذا الصراع.. الجيش التركي وافق على وقف القتال بشكل دائم إذا انسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة الأسبوع الماضي».

وبينما يدلي «جيفري»، بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، فقد قال إنه لم يتم استشارته بشأن قرار ترامب سحب الجنود الأمريكيين من شمال سوريا، وأنه «شعر بغضب من الهجوم التركي».

إلى ذلك، أعلنت رئاسة الجمهورية السورية، أن الرئيس بشار الأسد تفقد، أمس الثلاثاء، الوحدات العسكرية في ريف إدلب الجنوبي، وقالت إن «الأسد مع قيادات وعناصر الجيش على الخطوط الأمامية ببلدة الهبيط في ريف إدلب»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وهذه هي الزيارة الأولى للرئيس السوري إلى هذه المنطقة منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف عام 2011، وقد استعادت القوات الحكومية بلدة الهبيط التي تقع جنوب غرب مدينة خان شيخون في منتصف شهر أغسطس الماضي، من الميليشيات المدعومة من الرئيس التركي رجب أردوغان.

وتعتبر زيارة الأسد إلى تلك المنطقة مؤشرًا على بدء عملية عسكرية للقوات الحكومية لاستعادة السيطرة على طريق حماة حلب، وذلك بعد توقف المعارك على هذه المحاور منذ بداية شهر أغسطس الماضي.

وواصلت القوات الحكومية السورية انتشارها في مناطق سيطرة الأكراد شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، وذكرت وكالة الأنباء الحكومية «سانا»، أن «وحدات من الجيش دخلت قرية الكوزلية غرب تل تمر بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة».

ولفتت الوكالة إلى أن الانتشار يأتي «في إطار المهام الوطنية للتصدي لقوات العدوان التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية»، وكانت الحكومة السورية توصلت إلى اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية، برعاية روسية لمواجهة محاولات أردوغان احتلال شمال البلاد.

من جانبه، واصل الرئيس التركي تهديداته بأن العملية العسكرية «نبع السلام»، ستستمر في شمال شرق سوريا، بعد انقضاء وقف لإطلاق النار في وقت لاحق، أمس الثلاثاء، إذا لم تفِ واشنطن بوعودها لها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa