ضمير غير مسؤول

ضمير غير مسؤول

إنّ جوهر مفهوم الإدارة هو إنجاز الأعمال التي من شأنها تنظيم وتفعيل القوانين التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع. ولكن قد نرى بعض من يتولى الإدارة في مناصب لها اتصال مباشر مع العاملين والمستفيدين -كالجامعات مثلًا- يتخذ من منصبه منبرًا لإعلان نفوذه الشخصي، ضاربًا بعرض الحائط مصالح الناس.
 
فتجد المسؤول جل اهتمامه تزيين مكتبه بأفخر أنواع البخور والقهوة والعلم البراق خلف كرسيه، متجاهلًا معاملات الموظفين المتراكمة التي تجيء وتذهب بين الإدارات تنتظر توقيعه!
 
ولا عجب أن تضيع مصالح الناس وتتعطل معاملات قد تأخذ أسابيع وشهورًا فقط؛ لأن المسؤول مشغول بتلميع نفسه كي ينال المنصب العالي الشاغر الجديد الذي يسعى له أيضًا أصحاب الكراسي في الغرف المجاورة!
 
إنّ وجود مسؤول ضميره حي يتابع ويبحث حلول عملية ولا تأخذه نشوة المنصب، يعد ضربًا من ضروب الحظ، فحين يتولى مسؤول جديد المنصب، تبقى الأيدي على القلوب؛ متوجسة خيفة من الشخصية الجديدة التي إما كانت في هذا المكان لإنجاز ما عليها من مهام، أو أنها اتخذتها مجرد مرحلة للعبور لما هو أعلى.

إن مما يعزّز الثقة في المسؤول هو مشاركة المرؤوسين في اختياره. فحين يختار الموظفون رئيسهم بناءً على ما يُعرض عليهم من أعماله وإنجازاته السابقة، وكذلك خبرته الإدارية ونماذج لحلول طرحها في حل مشكلات إدارية، كل ذلك يسهم في اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.
 
لذلك فمن واجب من بيده الحل والربط، مراعاة اختيار أصحاب الكراسي بناءً على ما قدموه سابقًا على أرض الواقع بشكل ملموس، والحرص على مشاركة المرؤوسين في اختيار رئيسهم، وليس على ما يُقدم لهم على الورق فقط، فالأوراق تختلط، وبعض الضمائر في حالة سبات عميق!

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa